أظهرت دراسة حديثة نُشرت في "Journal of Athletic Training" أن الرياضيين في المدارس الثانوية الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) يستغرقون وقتاً أطول للتعافي من ارتجاج الدماغ الناتج عن ممارسة الرياضة مقارنةً بزملائهم غير المصابين بهذا الاضطراب.اضطراب فرط الحركة
ووفقاً للبيانات، فإن الطلاب المصابين بـ(ADHD) استغرقوا وقتاً أطول بنسبة 16% للعودة إلى الفصول الدراسية، و17% أطول للعودة إلى الملاعب بعد الإصابة، ما يثير قلق المتخصصين في الصحة الرياضية.
قال ستيفن بروغليو، مدير مركز الارتجاج بجامعة ميشيغان، في بيان صحفي: "هذا أمر مقلق لأن الرياضيين المصابين بـADHD يُعتبرون أكثر عرضة للتعرض لارتجاجات متكررة"، موضحاً أن الأشخاص المصابين بـADHD غالباً ما يكونون أقل انتباهاً للبيئة المحيطة بهم أثناء اللعب، ما يزيد من احتمالية تعرضهم لإصابات في الرأس.
وأضاف: "في هذه الحالات قد لا يتمكن اللاعب من اتخاذ وضعية مناسبة لحماية رأسه أو تفادي الاصطدام، ما يزيد من خطر الإصابة بـ ارتجاج الدماغ".
أجرى باحثو جامعة هاواي دراسة شملت 935 رياضياً من 60 مدرسة ثانوية محلية أصيبوا بارتجاجات بين عامي 2010 و2018، من بين هؤلاء أفاد 78 طالباً بأنهم يعانون من ADHD، وقارن الباحثون فترات التعافي بين هذه المجموعة وبقية الرياضيين في الدراسة.
وأظهرت النتائج أن المصابين بـADHD احتاجوا في المتوسط إلى 13 يوماً للعودة إلى الصفوف الدراسية، و21 يوماً للعودة إلى الأنشطة الرياضية في حين بلغ متوسط الفترات للرياضيين غير المصابين 11 و18 يوماً على التوالي.
بيّنت الدراسة أيضاً أن الفتيات استغرقن وقتاً أطول من الفتيان في التعافي حوالي 13% أطول للعودة إلى الصف، و7% أطول للعودة إلى الرياضة، كما أشار الباحثون إلى أن الرياضيين الأصغر سناً يميلون إلى التعافي بشكل أبطأ من الأكبر سناً.
وأوضحت كيوكو شيراهاتا، المحاضرة في قسم علوم الحركة والتأهيل بجامعة هاواي في مانوا، والتي قادت الفريق البحثي، أن "الفارق الزمني المتوقع للعودة إلى الرياضة بين رياضي ذكر يبلغ من العمر 18 عاماً ولا يعاني من ADHD هو 17.29 يوماً في حين تصل هذه المدة إلى 23.10 يوماً لفتاة تبلغ من العمر 15 عاماً وتعاني من ADHD".
شدد الباحثون على أهمية أن يكون الأطباء ومقدمو الرعاية الصحية على دراية بإمكانية إطالة فترة التعافي لدى الرياضيين المصابين بـADHD، خاصةً الفتيات في سن المراهقة، وأوصوا بتقديم إرشادات مسبقة للرياضيين وأولياء أمورهم والمدربين خاصة عندما يتعلق الأمر بتحديد التوقيت المناسب للعودة إلى النشاط الرياضي بعد الارتجاج.أهمية التوعية وتقديم الإرشاد المناسب
وأشارت الدراسة إلى أن الفارق في أيام التعافي رغم أنه قد لا يبدو كبيراً من منظور طبي فإنه قد يكون له تأثير نفسي ورياضي كبير من وجهة نظر اللاعب أو المدرب لا سيما إذا تسبب في غياب عن مباريات مهمة