اختبار جيني يمكنه تحديد النساء الأكثر عرضة للإصابة بأورام الثدي

كشف باحثون بجامعة كينجز كوليدج في لندن عن اختبار جيني جديد يمكنه التنبؤ بخطر الإصابة بـ أورام الثدي لدى النساء اللواتي تم اكتشاف خلايا غير طبيعية في أنسجة الثدي، ما قد يساعد الأطباء في تحديد من يحتجن إلى متابعة دقيقة أو علاج وقائي مبكر.

أداة جديدة لتحديد النساء الأكثر عرضة للإصابة

وفقاً للدراسة المنشورة في مجلة Cancer Epidemiology, Biomarkers & Prevention، فإن النساء اللواتي حصلن على درجات مرتفعة في الاختبار الجيني كن أكثر عرضة بمقدار الضعف للإصابة بأورام الثدي لاحقاً بعد اكتشاف الخلايا غير الطبيعية.

كيف تزيد السمنة من خطورة أورام الثدي؟أداة جديدة لتحديد النساء الأكثر عرضة للإصابة

ما هي الحالات المستهدفة بالدراسة؟

تُعرف هذه الحالات باسم "الورم الموضعي" أو Carcinoma in situ، وهو مصطلح يُستخدم لوصف الخلايا غير الطبيعية التي تظهر في قنوات الحليب أو الفصوص المنتجة له في الثدي دون أن تتحول بعد إلى ورم سرطاني غازي.

وتشمل هذه الحالات نوعين أساسيين:

الورم القنوي الموضعي (DCIS)، حيث تظهر الخلايا غير الطبيعية داخل قنوات الحليب.

الورم الفصيصي الموضعي (LCIS)، الذي يحدث في الفصوص المنتجة للحليب.

وأظهرت الدراسة أن النساء المصابات بـ DCIS كن أكثر عرضة للإصابة بورم في الثدي الآخر إذا كانت نتائج الاختبار الجيني مرتفعة، بينما زاد خطر الإصابة في الثدي نفسه بين النساء المصابات بـ LCIS.

كيف يعمل الاختبار الجيني؟

يعتمد الاختبار على تحليل عينة دم لتحديد أكثر من 300 تغير جيني يرتبط بورم الثدي ويُمنح لكل امرأة "درجة خطر" تعكس احتمالية تطور المرض لديها مستقبلًا.

وأوضح الباحثون أن دمج التاريخ العائلي للإصابة بورم الثدي مع نتيجة الاختبار يزيد من دقته، فبحسب النتائج، النساء اللاتي لديهن تاريخ عائلي ومع ذلك حصلن على درجات مرتفعة في الاختبار كن أكثر عرضة بثلاثة أضعاف للإصابة بالأورام بعد تشخيص LCIS وترتفع النسبة إلى أربعة أضعاف إذا لم يخضعن لجراحة استئصال أو علاج إشعاعي.

أهمية الاختبارات الجينيةكيف يعمل الاختبار الجيني؟

نقلة نوعية في قرارات العلاج

تقول الباحثة الرئيسية جاسمين تيمبرز، محللة المعلومات السريرية في جامعة كينجز كوليدج: "عادة لا يتم استئصال LCIS أو علاجها بالهرمونات لأنها تُعد منخفضة الخطورة مقارنة بـ DCIS لكن نتائجنا تشير إلى أن النساء اللواتي لديهن تاريخ عائلي قد يستفدن من علاجات إضافية تقلل احتمالات الإصابة المستقبلية".

وأضافت أن هذا النوع من الاختبارات يمكن أن يساعد في وضع خطط متابعة شخصية لكل مريضة بدل الاعتماد فقط على شكل الخلايا تحت المجهر.

التقييم الشامل هو المستقبل

من جانبها، أوضحت الدكتورة إلينور ساوير، استشارية علاج الأورام في جامعة كينجز كوليدج، أن هذه النتائج تمثل تطوراً مهماً في فهم عوامل الخطر، مضيفة: "لطالما اعتمدنا على الفحص المجهري لتحديد مسار العلاج لكن النتائج الجديدة تؤكد أهمية النظر إلى الصورة الكاملة بما في ذلك العوامل الوراثية ونمط الحياة".

وترى أن هذا النهج الشامل سيتيح تقديم معلومات أكثر دقة للنساء حول احتمالات عودة الورم أو تطوره، ما يساعدهن على اتخاذ قرارات علاجية مدروسة ومبنية على فهم واضح لمستوى الخطر الشخصي.