كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة JAMA Network Open أن الأطفال الذين يعانون من أمراض مزمنة أكثر عرضة لمواجهة نقص في الغذاء مقارنة بالأطفال الأصحاء.
تشير النتائج إلى أن هذه الفئة تواجه تحديين في آن واحد: التعامل مع المرض من جهة وتوفير وجبات كافية ومتوازنة من جهة أخرى.
قاد الدراسة الدكتورة نينا إي. هيل من كلية الطب بجامعة ميشيغان، بالتعاون مع فريق بحثي، واعتمدت على بيانات "المسح الوطني للمقابلات الصحية" في الولايات المتحدة خلال الفترة من 2019 إلى 2023.
العلاقة بين المرض المزمن وصعوبة توفير الطعام
شملت الدراسة أكثر من 63 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين عامين و17 عاماً، بمتوسط عمر 9.6 سنوات، وكان نصفهم تقريباً من الإناث، وأوضحت النتائج أن اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) والربو هما أكثر الأمراض المزمنة شيوعاً بين الأطفال بنسبة 8.6% و7.0% على التوالي.
وأظهرت التحليلات أن نسبة الأطفال الذين يعانون من نقص في الغذاء بين المصابين بأمراض مزمنة بلغت 14.8%، مقابل 9% فقط بين غير المصابين، وبعد احتساب الظروف الأسرية والاجتماعية قلّ الفارق قليلاً لكنه ظل قائماً بنسبة 2.6%.
انخفضت معدلات نقص الغذاء بين الأطفال المصابين مؤقتاً عام 2021 إلى 9.7% قبل أن تعود وترتفع في عام 2023 لتصل إلى 15.9%، ويرى الباحثون أن انتهاء بعض برامج الدعم الغذائي التي أُطلقت خلال جائحة كورونا ساهم في هذا الارتفاع.
قالت الدكتورة نينا هيل: "نتائجنا تؤكد أهمية تعزيز البرامج والسياسات الوطنية التي تضمن حصول الأطفال على غذاء صحي ومتوازن خاصة أولئك المصابين بأمراض مزمنة الذين يحتاجون إلى تغذية خاصة تدعم علاجهم".
وأضافت أن تكاليف الرعاية الصحية والاحتياجات الغذائية الخاصة قد تفرض عبئاً مالياً إضافياً على الأسر، ما يزيد احتمالية تعرض أطفالهم لنقص الغذاء.
دعوة لتوسيع برامج الدعم الغذائي للأطفال المرضى
يوصي الخبراء بضرورة دمج برامج التغذية ضمن منظومة الرعاية الصحية للأطفال المصابين بأمراض مزمنة لضمان حصولهم على طعام متوازن يساعد على تحسين حالتهم الصحية، داعين إلى تعاون أكبر بين المؤسسات الصحية والاجتماعية لتقديم حلول شاملة تضمن حياة أكثر صحة لكل طفل بغض النظر عن ظروفه المرضية أو المعيشية.