خلصت دراسة عالمية حديثة إلى أن مرحلة انقطاع الطمث لا تزيد من شدة الأعراض أو الإعاقة لدى النساء المصابات بمرض التصلب المتعدد (MS)، وهو اضطراب عصبي مزمن يصيب الجهاز العصبي المركزي.
وكانت هناك مخاوف سابقة بين الخبراء من أن التغيرات الهرمونية المصاحبة لسن اليأس قد تساهم في تفاقم المرض، إلا أن الدراسة الجديدة المنشورة في مجلة JAMA Neurology أكدت أن هذه المخاوف لا أساس لها من الصحة.
مرحلة انقطاع الطمث
توضح الدكتورة فيليجا يوكوبايتيس، نائبة رئيس قسم الطب الانتقالي في جامعة موناش الأسترالية، أن الإعاقة الناتجة عن التصلب المتعدد تزداد عادةً بعد سن الخمسين وهو العمر الذي تمر فيه معظم النساء بمرحلة انقطاع الطمث.
وتضيف: "النتائج أظهرت أن سن اليأس لا يرتبط بزيادة خطر تراكم الإعاقة لدى النساء المصابات بالتصلب المتعدد، ما يشير إلى أن التغيرات التي نراها في هذا العمر ناتجة على الأرجح عن عملية الشيخوخة الطبيعية وليست بسبب انقطاع الطمث تحديداً".
اعتمد الباحثون على قاعدة بيانات عالمية تضم أكثر من 120 ألف مريض بالتصلب المتعدد وهي أكبر سجل من نوعه لمتابعة تطورات المرض، كما تمت متابعة نحو ألف امرأة أسترالية مصابة بالمرض منهن 40% مررن بمرحلة انقطاع الطمث بمتوسط عمر يقارب 49 عاماً ولمدة متابعة استمرت أكثر من 14 عاماً.
وأظهرت النتائج عدم وجود أي علاقة بين انقطاع الطمث وتطور الإعاقة الناتجة عن التصلب المتعدد وهو ما يدعم فكرة أن التغيرات في الهرمونات الأنثوية لا تؤثر على مسار المرض.
يحدث التصلب المتعدد عندما يهاجم الجهاز المناعي غمد الميالين الذي يغلف الألياف العصبية في الدماغ والحبل الشوكي، ما يؤدي إلى اضطراب في نقل الإشارات العصبية.
وبحسب Mayo Clinic، تتراوح الأعراض بين ضعف العضلات واضطرابات في الحركة والرؤية والإحساس، ويُصاب النساء بالمرض بمعدل ثلاثة أضعاف مقارنة بالرجال.
تأثير انقطاع الطمث وأهمية الدعم الشامل
توضح الدكتورة فرانسيسكا بريدج، طبيبة الأعصاب في مركز "ألفرد هيل" بمدينة ملبورن، أن نتائج الدراسة تبعث برسالة طمأنينة للنساء المصابات بالمرض اللواتي يقتربن من سن اليأس.
وقالت: "مرحلة انقطاع الطمث قد تكون صعبة للعديد من النساء لكن نتائجنا تقدم سبباً واحداً أقل للقلق بالنسبة للمصابات بالتصلب المتعدد".
وأضافت أن بعض الأعراض مثل الهبّات الساخنة ومشكلات الذاكرة والمزاج واضطرابات البول قد تتداخل مع أعراض التصلب المتعدد إلا أن التعامل المتكامل مع هذه الأعراض من خلال نمط حياة صحي وعلاجات هرمونية أو بديلة يمكن أن يحسن نوعية الحياة.