تشير دراسات طبية إلى أن بعض الأفراد قد يعانون من أعراض تمهيدية (prodromal symptoms) تظهر قبل أسابيع أو حتى شهر من حدوث النوبة القلبية، وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة Circulation، كما أن أكثر الأعراض على النوبة القلبية وتظهر قبل شهر من حدوثها التعب غير المعتاد بنسبة 70.7٪ واضطرابات النوم بنسبة 47.8٪ وضيق التنفّس الخفيف.
من بين العلامات الأكثر شيوعًا في مرحلة ما قبل النوبة هي التعب المزمن حيث يشعر المريض بفقدان الطاقة وإنهاك غير مبرر غالبًا ما يُفسّر بأنه إرهاق بسيط أو بسبب ضغط العمل، وتُعد هذه العلامة مؤشّرًا هامًّا، هذا التعب قد يرافقه أيضًا ضعف عام في العضلات أو شعورٍ بأن الجسد "مُنهَك" حتى من نشاط بسيط.
التعب المزمن والإرهاق غير المألوف
غالبًا ما يُبلغ الأشخاص الذين أصيبوا لاحقًا بنوبة قلبية عن تغيّر في نمط النوم قبل وقوع الحادث مثل الأرق والاستيقاظ المتكرر ليلاً أو شعور بعدم الراحة عند الاستلقاء، قد يرتبط هذا التغير باضطراب في الجهاز العصبي الودي بسبب الضغط المرتبط بتكوّن لويحات الشرايين أو تغيّر في التروية القلبية الخفيفة.
من العلامات التحذيرية المبكرة أيضًا ضيق التنفس الخفيف خصوصًا عند المجهود البسيط أو في الجلوس، وفي عدد من الدراسات التي تابعت الأعراض التمهيدية وُجد أن بعض المرضى يشعرون بضيق تنفُّس خفيف أو عدم القدرة على التنفّس بحرية دون وجود سبب تنفسي واضح، وقد يحدث هذا الشعور تدريجيًا وقد يُربط غالبًا بأعراض قلبية مبطّنة أو ضعف في الوظيفة القلبية قبل الأزمة.
رغم أن النوبة القلبية غالبًا ما يُصاحبها ألمًا حادًّا في الصدر إلا أن بعض المرضى يمرّون بمرحلة تمهيدية تتضمّن ألمًا خفيفًا أو شعورًا بالضغط أو الانزعاج في الصدر الذي قد يُفسّر أحيانًا على أنه حرقة المعدة أو إجهاد عضلي، قد يمتد الألم أو الشعور إلى الكتفين أو الذراع أو الفك أو يظهر على فترات متقطعة، في بعض الحالات يوصف بأنه إحساس بالثقل أو الضيق.
قد يلاحظ البعض خفقان القلب (palpitations) أو الشعور بأن القلب يدق بسرعة غير عادية أو إيقاع غير منتظم خلال الأسابيع التي تسبق النوبة.
وفي دراسات حول الأعراض التمهيدية وُجد أن الخفقان يُعد من الأعراض المصاحبة لألم الصدر أو بشكل مستقل في بعض الأشخاص، هذا العرض قد يُشير إلى تهيّج في الأنسجة القلبية أو اضطراب إيقاعي ناتج عن نقص تروية جزئي.
خفقان القلب أو اضطراب في النبض
بعض المرضى أبلِغوا عن تعرّق بارد مفاجئ وغثيان أو شعور بالغثيان الخفيف في الأيام أو الأسابيع التي تسبق النوبة، قد لا يكون هذا العرض ظاهرًا أو مستمرًا ولكن عند حدوثه مع أعراض أخرى مثل التعب أو ضيق التنفّس لذا ينبغي الانتباه.
أحدث الأبحاث تسعى إلى تحديد إشارات تستبق النوبة على المستوى الجزيئي، واستطاعت دراسة حديثة في Nature Cardiovascular Research ربط مستويات مرتفعة من BNP (Brain Natriuretic Peptide) إلى جانب مجموعة من البروتينات والميتابوليات بزيادة خطر الإصابة بالنوبة خلال الأشهر القادمة.
هذه المؤشرات قد لا تُستخدم في الممارسة اليومية حتى الآن لكنها تُشير إلى أن الجسم قد يرسل "إشارات كيميائية" قبل وقوع الأزمة عبر استجابة ناجمة عن الضغط القلبي أو التغيّرات في الأوعية الدموية.