الاستماع لنصائح الرجال في الستينيات يعزز شعورهم بقيمة حياتهم

أظهرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Social Psychology Quarterly أن الرجال في الستينيات من العمر الذين يجدون من يستمع إلى نصائحهم يشعرون بأن حياتهم أكثر معنى وقيمة، إلا أن هذه المرحلة العمرية غالباً ما تتزامن مع قلة الفرص المتاحة لمشاركة خبراتهم، ما يضعهم في مواجهة تحديات نفسية واجتماعية قد تؤثر على صحتهم العامة.

تفاصيل الدراسة

قاد البحث البروفيسور ماركوس شافر من جامعة تورونتو، حيث قام وفريقه بتحليل بيانات أكثر من 2,500 شخص من مختلف الأعمار، وأظهرت النتائج أن الرجال في الستينيات الذين يقدمون النصائح لمجموعة متنوعة من الأشخاص مثل الأبناء والأصدقاء والجيران وحتى الغرباء يعتبرون حياتهم ذات مغزى أكبر بكثير مقارنة بمن يقدّمون النصائح لعدد محدود فقط.

كمية من القهوة المحتوية على الكافيين توفر فوائد كثيرة لكبار السنتفاصيل الدراسة

فجوة عمرية واضحة

اللافت أن هذا الترابط بين تقديم النصيحة والشعور بمعنى الحياة لم يظهر بنفس القوة لدى الفئات العمرية الأخرى، وأوضح "شافر" أن مرحلة ما بعد منتصف العمر تحمل رغبة متزايدة لدى الرجال في تقديم العون للآخرين ومشاركة خبراتهم وفي المقابل يخشون من الإحساس بالركود أو فقدان القيمة، لكن الواقع الاجتماعي والعملي في تلك المرحلة يجعلهم أقل اندماجاً في أدوار اجتماعية نشطة، ما يقلل من فرص ممارسة هذا الدور.

أرقام تكشف الفجوة

كشفت الدراسة أن 21% من الرجال في الستينيات و27% ممن تجاوزوا السبعين لم يقدموا أي نصيحة خلال عام كامل، في المقابل بلغت النسبة 10% فقط لدى الشباب في العشرينيات والثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات، هذا يعكس أن كبار السن رغم تراكم خبراتهم يجدون أنفسهم أقل تفاعلاً اجتماعيًا وهو ما يزيد من شعورهم بالعزلة.

أهمية دمج الآباء في المجتمع

كيف يحافظ الآباء على صحتهم النفسية؟أهمية دمج الآباء في المجتمع

يشير الباحثون إلى أن تراجع أدوار الرجال مع التقدم في العمر سواء على مستوى العمل أو الحياة الاجتماعية يجعل دائرة تواصلهم أصغر وبالتالي تقل فرصهم في مشاركة الحكمة التي اكتسبوها عبر السنين.

ويرى "شافر" أن النتائج يجب أن تدفع إلى التفكير في كيفية إعادة دمج الآباء وكبار السن في النسيج الاجتماعي ومنحهم مساحات أكبر للتعبير والمشاركة.

رسالة للرجال

الاستماع إلى والدك لا يعود بالفائدة عليك فقط بل له أثر مباشر على صحته النفسية وجودة حياته، قد تبدو النصائح المتكررة أو الملاحظات اليومية بسيطة أو تقليدية لكنها بالنسبة له وسيلة لإثبات وجوده ومشاركته في حياة من حوله، ومنح الآباء فرصة للكلام والاستماع إليهم بجدية يمكن أن يقلل من شعورهم بالعزلة ويمنحهم إحساساً عميقاً بالرضا.