كشفت دراسة هولندية حديثة نُشرت في صحيفة The Daily Mail عن أن الرجال أقل قدرة على التعاطف والتعرف على مشاعر الآخرين مقارنة بالنساء ويعود السبب الرئيسي إلى ارتفاع مستويات هرمون التستوستيرون لديهم، هذا الهرمون، الذي يُعرف بهرمون الذكورة، لا يقتصر وجوده على الرجال فقط بل يوجد عند النساء أيضًا ولكن بنسب أقل بكثير.
قام الباحثون بإعطاء مجموعة صغيرة من طالبات الجامعة جرعات مرتفعة من هرمون التستوستيرون ثم طلبوا منهن محاولة التعرف على مشاعر أشخاص آخرين من خلال صور تظهر عيونهم فقط.
تفاصيل التجربة
النتيجة كانت واضحة: الطالبات اللاتي حصلن على جرعات عالية من الهرمون احتجن وقتاً أطول لتحديد المشاعر، وارتكبن عدداً أكبر من الأخطاء مقارنة بغيرهن، هذا دفع الباحثين إلى استنتاج أن ارتفاع التستوستيرون يقلل من سرعة دقة الدماغ في قراءة الإشارات الاجتماعية والتعاطف مع الآخرين.
توضح الدراسة أن التستوستيرون يغيّر طريقة تواصل بعض مناطق الدماغ المسؤولة عن معالجة العواطف مع بعضها البعض، هذا الخلل في التواصل العصبي يجعل الرجال أقل حساسية في ملاحظة التغيرات العاطفية الدقيقة عند الآخرين.
بمعنى آخر إذا لم تلتقط بسهولة أن صديقك غير مرتاح في موقف اجتماعي أو أن شريكتك لم تستمتع بالحفل فالسبب قد يكون بيولوجياً أكثر مما تظن.
من المهم الإشارة إلى أن التجربة شملت عينة صغيرة جداً تتكون من 16 طالبة فقط ولم يُجرَ الاختبار على رجال بشكل مباشر، ورغم ذلك فإن النتائج تسلط الضوء على دور الهرمونات في تشكيل الفوارق بين الجنسين في القدرة على التعاطف.
حدود الدراسة
هذه النتائج لا تعني أن الرجال غير قادرين على التعاطف أو أنهم معذورون في تجاهل مشاعر الآخرين، صحيح أن التستوستيرون قد يبطئ من سرعة استجابتهم العاطفية لكنه لا يمنعها، بمعنى آخر يمكن للرجل أن يكون أكثر وعياً وتفاعلًا مع مشاعر من حوله إذا درّب نفسه على ذلك بغض النظر عن تأثير هرموناته.