كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة International Journal of Environmental Research and Public Health أن اضطراب النوم لدى الأطفال المصابين بسلس البول الليلي أحادي الأعراض يرتبط بانخفاض جودة حياتهم خاصة في الجوانب البدنية والاجتماعية.
أجرى فريق بحثي بقيادة ليتيشيا سوستر من جامعة ساو باولو في البرازيل دراسة شملت 44 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 8 و12 عاماً، خضع الأطفال لتخطيط نوم كامل، إضافةً إلى استبيان جودة الحياة للأطفال بهدف استكشاف العلاقة بين مؤشرات النوم المختلفة ومستويات جودة الحياة عبر 4 مجالات: البدني، النفسي، الاجتماعي، والمدرسي.
تفاصيل الدراسة
أظهرت النتائج أن زيادة عدد حالات الاستيقاظ الجزئي خلال النوم ارتبطت بانخفاض ملحوظ في درجات الجودة البدنية والاجتماعية، ووفقاً للتحليل فإن كل زيادة في هذه الاضطرابات ارتبطت بانخفاض في جودة الحياة البدنية بمقدار −3.28 وفي الجانب الاجتماعي بمقدار −3.50.
أشارت الدراسة أيضاً إلى أن ارتفاع نسبة مرحلة النوم N2 ارتبط بتحسن في الأداء الاجتماعي والمدرسي للأطفال، حيث أظهرت النتائج زيادات إيجابية (0.69 و0.88 على التوالي)، لكن المثير للاهتمام أن هذه المرحلة نفسها ضاعفت من التأثير السلبي لاضطرابات النوم على الجانب الاجتماعي عندما كانت نسبتها أعلى من المتوسط، وهو ما كشفته تحليلات التداخل الإحصائي.
دور مرحلة النوم N2
كتب الباحثون في دراستهم أن هذه النتائج تؤكد الحاجة إلى تبني استراتيجيات علاجية تستهدف ليس فقط زيادة مراحل النوم التصحيحية بل أيضًا الحفاظ على استمراريتها، الهدف هو تعزيز الصحة العامة للأطفال وتحسين قدرتهم على الأداء الوظيفي خلال النهار سواء على المستوى الجسدي أو الاجتماعي أو المدرسي.
يُعد سلس البول الليلي من الحالات المقلقة للأسر وغالباً ما يُنظر إليه كاضطراب سلوكي أو مشكلة مؤقتة مرتبطة بالعمر، لكن الدراسة الجديدة تسلط الضوء على أن الأمر يتجاوز ذلك ليشمل تأثيرات مباشرة على النوم وجودة الحياة وهو ما يستدعي من الأطباء والمعالجين الانتباه لهذه الجوانب عند وضع الخطط العلاجية.