في إطار الأبحاث المستمرة حول تأثير النظام الغذائي على الصحة وجودة الحياة، توصل العلماء إلى نتائج مدهشة تربط بين استهلاك منتجات الألبان واضطرابات النوم، وخاصة الكوابيس المتكررة، حيث تشير الدلائل إلى أن هذه الظاهرة تتفاقم لدى بعض الأفراد، ما يستدعي الاهتمام بهذا الجانب، لا سيما عند الأشخاص المعرضين للأحلام المزعجة.
استهلاك منتجات الألبان واضطرابات النوم
وفي هذا الصدد، كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة "Frontiers in Psychology" عام 2025، أجراها فريق بحثي بقيادة الدكتور توري نيلسن من جامعة مونتريال الكندية، بالتعاون مع باحثين من جامعة ماك إيوان، عن وجود علاقة واضحة بين الإفراط في تناول منتجات الألبان وزيادة مشاكل النوم، بما في ذلك تكرر الكوابيس، كما أبرزت الدراسة صلة محتملة بين هذه الاضطرابات وعدم تحمل اللاكتوز، وفقاً لصحيفة Times of India.
اعتمدت الدراسة على استطلاع شمل 1082 طالباً جامعياً، وخلصت إلى نتائج مهمة، حيث أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يستهلكون أطعمة غير صحية يعانون من كوابيس أكثر، وتقل قدرتهم على تذكر أحلامهم، إذ ارتبط الإفراط في تناول الحلويات ومنتجات الألبان (خاصة الجبن) بكوابيس أكثر سوءاً.
ربطت الدراسة بين عدم تحمل اللاكتوز وزيادة حدة الكوابيس، حيث أظهرت النتائج تفاقم هذه المشكلة لدى الأشخاص الذين يعانون من أعراض معوية حادة، ما يؤثر سلباً على جودة النوم بشكل عام.
ربطت الدراسة بين عدم تحمل اللاكتوز وزيادة حدة الكوابيس
قال الدكتور نيلسن إن نتائج الدراسة لا يمكن تعميمها على جميع الفئات، وما زال هناك حاجة لمزيد من الدراسات لتحديد أنواع الأطعمة الأخرى التي قد تؤثر على الأحلام، موضحاً أن العمر والخصائص الديموغرافية تؤثر على النتائج، كما أن تنوع العادات الغذائية قد يؤدي إلى اختلاف في التأثيرات.
تفتح هذه الدراسة الباب أمام فهم أعمق للعلاقة المعقدة بين التغذية والصحة النفسية، وفي حين أنها تقدم أدلة مهمة حول تأثير منتجات الألبان على جودة النوم، إلا أنها تؤكد على ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث لتحديد آليات هذه العلاقة بدقة، لذا يُنصح الأشخاص الذين يعانون من كوابيس متكررة بمراقبة عاداتهم الغذائية واستشارة المختصين.