توصلت دراسة نُشرت في مجلة Environment International إلى أن العيش بالقرب من المساحات الخضراء في مرحلة الطفولة المبكرة قد يُسهم في تقليل خطر الإصابة بالاضطرابات العصبية النمائية لدى الأطفال، حيث تشير النتائج إلى أن البيئة المحيطة تلعب دوراً جوهرياً في صحة الدماغ ونموه خاصة في السنوات الأولى من عمر الطفل.
قاد فريق بحثي من كلية هارفارد للصحة العامة هذه الدراسة، بقيادة الباحثة الدكتورة هايون ميشيل تشوي، حيث أجرى الفريق تحليلاً مستندًا إلى قاعدة بيانات Medicaid شمل نحو 1.85 مليون زوج من الأمهات والأطفال، تمت متابعتهم لمدة تصل إلى 14 عاماً (من عام 2001 إلى 2014).
ركّزت الدراسة على العلاقة بين التعرض للمساحات الخضراء بعد الولادة وبين تأخر النمو العصبي لدى الأطفال، باستخدام مؤشر Normalized Difference Vegetation Index (NDVI) لقياس كثافة الغطاء النباتي في المناطق السكنية.
خطر الاضطرابات العصبية لدى الأطفال
أظهرت النتائج أن الأطفال الذين نشأوا في بيئات تحتوي على مساحات خضراء كانوا أقل عرضة للإصابة باضطرابات عصبية مثل صعوبات التعلم والتوحد، فعلى سبيل المثال ارتبط التعرض للمساحات الخضراء بعد الولادة بانخفاض خطر الإصابة بصعوبات التعلم بنسبة ملحوظة (نسبة الخطر = 0.81).
وأوضحت الدراسة أن هذه التأثيرات الوقائية كانت أكثر وضوحاً بين الأطفال من أصول أفريقية ولاتينية، وكذلك في المناطق الحضرية ذات الكثافة السكانية المرتفعة مما يسلط الضوء على أهمية العدالة البيئية في التخطيط العمراني.
نتائج مشجعة خاصة للأطفال في المدن
أكدت الدكتورة ستيفانيا باباثيودورو، مشاركة في الدراسة، إن إتاحة الوصول إلى المساحات الخضراء قد تكون استراتيجية بيئية قابلة للتعديل من أجل الحد من خطر الاضطرابات العصبية لدى الأطفال لا سيما في المجتمعات ذات الدخل المنخفض.
وأضافت أن نتائج الدراسة تفتح الباب أمام التفكير في دور التخطيط العمراني في تحسين الصحة النفسية والعقلية للأطفال على المدى الطويل من خلال تعزيز الغطاء النباتي في الأحياء السكنية.