تشهد الأوساط الطبية نقاشاً واسعاً حول توصية جديدة قد تغيّر موعد جرعة التطعيم الأولى ضد التهاب الكبد B للرضّع، وذلك بعد أن قررت لجنة "Advisory Committee on Immunization Practices" التابعة لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها الأمريكية (CDC) تأجيل التصويت بشأن تعديل الجدول الزمني المعتمد حالياً لتطعيم المواليد.
التهاب الكبد B عند المواليد الجدد
توصي مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها الأمريكية (CDC) بأن يحصل جميع المواليد تقريباً على جرعة التطعيم خلال الـ24 ساعة الأولى من الولادة؛ لتمنحهم أجساماً مضادة فورية تساعد في منع انتقال فيروس التهاب الكبد B خاصة من الأم الحاملة للفيروس.
ويُعطى التطعيم عبر سلسلة 3 جرعات:
1-خلال أول 24 ساعة من الولادة
2-في عمر 1–2 شهراً
3-في عمر 6–18 شهراً
هذه السلسلة تُعدّ شديدة الفعالية إذ تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن اللقاح يوفر حماية تصل إلى نحو 100%.
التطعيم بقرار من الطبيب
إذا وافقت اللجنة على تغيير التوصية ستتحول الإرشادات إلى ما يسمى اتخاذ القرار بناءً على الحالة الفردية، ما يعني أن الأهل سيُطلب منهم استشارة مقدم الرعاية الصحية قبل إعطاء جرعة الولادة.
ويرى خبراء التطعيم أن هذا التعديل قد يؤدي عملياً إلى تأخير الجرعة الأولى إذ قد يختار بعض الأهل الانتظار إلى ما بعد بلوغ الطفل عمر شهرين وهو الوقت المقترح لبدء التطعيم إذا لم تُعطَ الجرعة عند الولادة.
قبل أيام من نقاش اللجنة، نشر "Center for Infectious Disease Research and Policy" بجامعة مينيسوتا الأمريكية نتائج بحثية مهمة تُظهر أن تأخير جرعة الولادة سيؤدي إلى زيادة واضحة في حالات التهاب الكبد B بين الرضّع.
وقال مايكل تي. أوسترهولم، مدير المركز، إن المراجعة الواسعة لم تجد أي دليل علمي يدعم تأجيل التطعيم، مضيفاً أن البيانات تشير إلى أن التأخير يعرّض الأطفال لخطر لا داعي له، مؤكداً أن أعضاء اللجنة يجب أن يصوّتوا ضد تغيير التوصيات الحالية.
وبيّنت بيانات "Center for Disease Analysis Foundation" أن تأخير الجرعة قد يسبب ما يصل إلى 99 ألف إصابة كان يمكن منعها دون وجود أي فائدة طبية مثبتة لهذا التأخير.
لا تظهر أعراض المرض عادة فور الإصابة بل بعد عدة أشهر، وتشمل:
-غثيان
-ألم بالبطن
-حرارة
-آلام مفصلية
-قيء
قد تستمر الأعراض لأسابيع وقد تمتد حتى 6 أشهر، وعلى المدى الطويل قد يؤدي المرض المزمن إلى تلف الكبد ومضاعفات خطيرة أخرى.
تشير البيانات إلى أن الآثار الجانبية غالباً ما تكون خفيفة، مثل ألم مكان الحقن، وصداع وحرارة وإرهاق إضافة إلى التهيج والقيء، كما تستمر في العادة ليومين فقط.