أظهرت نتائج بحثية جديدة قدّمت خلال الاجتماع السنوي لـ American College of Allergy, Asthma and Immunology (ACAAI) لعام 2025 تقدمًا لافتًا في التعامل مع حساسية الفول السوداني لدى الأطفال الصغار، فقد بيّنت الدراسة أن استخدام لاصقة تحتوي على بروتين الفول السوداني بجرعات صغيرة يمكن أن يساعد الأطفال على تطوير تحمل تدريجي لهذا الطعام شديد الخطورة.
تعمل اللاصقة، المعروفة باسم "Viaskin Peanut Patch"، عبر توصيل كميات ضئيلة من بروتين الفول السوداني من خلال الجلد، الهدف هو تدريب الجهاز المناعي على تقبّل هذا التعرض وتقليل احتمالية حدوث رد فعل تحسسي شديد عند تناول الفول السوداني بالخطأ.
تعربف الجهاز المناعي ببروتين الفول السوداني
تعتمد طريقة العلاج على ما يُعرف "بالعلاج المناعي عبر الجلد" حيث توضع اللاصقة على جلد الطفل يوميًا، ومع مرور الوقت يتعرف الجهاز المناعي على بروتين الفول السوادني ويقلّ تجاوبه المبالغ فيه وهو ما يوصف بـ"بناء التحمل".
هذا الأسلوب يختلف عن الطرق التقليدية التي تعتمد على تناول كميات صغيرة من الطعام نفسه مما يجعل العلاج عبر الجلد خيارًا أكثر أمانًا خصوصًا للأطفال الصغار.
علاج حساسية الفول السوداني
تضمنت التحليلات الجديدة متابعة أطفال شاركوا سابقًا في دراسة تمتد لعام واحد حيث كانوا قد تلقوا علاجًا وهميًا قبل أن يبدأوا لاحقًا باستخدام اللاصقة الحقيقية لمدة تصل إلى ثلاث سنوات.
وأظهرت النتائج أن أكثر من 70% من الأطفال تمكنوا بعد 3 سنوات من تحمل ما يعادل ثلاثة إلى أربعة حبّات فول سوداني وهو ارتفاع ملحوظ مقارنة بنتائج السنة الأولى، كما استطاع نحو نصف المشاركين تحمل كميات أكبر.
أكدت الدراسة، المنشورة في مجلة " The Journal of Allergy and Clinical Immunology"، كذلك انخفاض شدة ردود الفعل خلال اختبارات تناول الطعام حيث أصبحت الأعراض أخف بكثير مقارنة بالسنة الأولى.
ما يميز هذا العلاج أن سجل الأمان الخاص به ظل قويًا على مدى السنوات الثلاث، حيث لم يُسجّل أيّ حالة تأق (وهو أخطر أشكال الحساسية) مرتبطة بالعلاج في السنة الثالثة وهو مؤشر مطمئن للآباء، وكانت تهيجّات الجلد عند موضع اللاصقة هي الشكوى الأكثر شيوعًا لكنها تراجعت مع استمرار الاستخدام.
وأوضح الدكتور ماثيو غرينهوت، المؤلف الرئيسي للدراسة وعضو ACAAI، أن هذه النتائج تشير إلى أن الاستمرار في استخدام اللاصقة يؤدي إلى تحمل أفضل بمرور الوقت دون فقدان الأمان، مضيفًا أن هذه الطريقة قد توفر للأهل قدرًا أكبر من الاطمئنان بشأن التعرض العرضي للفول السوداني.
تُعد حساسية الفول السوداني من أكثر أنواع الحساسية الغذائية خطورة، كما أنها سبب رئيسي لزيارات الطوارئ بسبب التفاعلات الشديدة، وتدعم النتائج الجديدة فكرة أن التدخل المبكر في السنوات الأولى من عمر الطفل يمكن أن يغير مسار الحساسية ويقلل شدتها على المدى الطويل.
على الرغم من النتائج الواعدة يشدد الباحثون على ضرورة عدم تجربة أي طرق لعلاج لحساسية في المنزل وأن أي علاج يجب أن يكون تحت إشراف أخصائي حساسية معتمد.