يتساءل كثير من الرجال المصابين بمرض ورم البروستاتا عمّا إذا كانت ممارسة الرياضة آمنة خلال رحلة العلاج. الإجابة لا تكون واحدة للجميع؛ إذ تعتمد على مرحلة المرض، وقوة العظام، ونوع النشاط البدني. في أغلب الحالات، وخاصة في المراحل المبكرة، يمكن ممارسة التمارين الخفيفة إلى المتوسطة بأمان، بل وتُعد جزءاً أساسياً من نمط الحياة الصحي لمرضى الأورام.
ممارسة الرياضة بانتظام اثناء علاج ورم البروستاتا
النشاط البدني لا يقتصر على تحسين اللياقة أو التحكم في الوزن بل يلعب دوراً داعماً للصحة العامة خلال علاج الأورام؛ حيث تشير دراسات علمية منشورة في مجلات محكمة إلى أن ممارسة الرياضة ترتبط بتحسن معدلات البقاء على قيد الحياة وجودة الحياة لدى مرضى البروستاتا؛ مما يجعلها عنصرًا مساعدًا إلى جانب العلاج الطبي.
ممارسة الرياضة أثناء العلاج تقوي الكتلة العضلية
العلاج الإشعاعي و العلاج الهرموني فعالان في السيطرة على الورم لكنهما قد يسببان إرهاقاً وضعفاً في العضلات والعظام وزيادة في الوزن. هنا تبرز الرياضة كوسيلة فعالة للتخفيف من هذه الآثار إذ تساعد على الحفاظ على الكتلة العضلية وقوة العظام وتحسين مستوى الطاقة اليومي.
التشخيص والعلاج قد يفرضان ضغطاً نفسياً كبيراً ويزيدان من احتمالات القلق و الاكتئاب.الأبحاث توضح أن الرجال الأكثر التزامًا بالنشاط البدني يعانون مستويات أقل من الاضطرابات النفسية، وتعمل التمارين كـ"مضاد اكتئاب طبيعي" خاصة لدى من يعانون من ضغوط نفسية مرتفعة.
العيش مع الأورام لا يعني التوقف عن الحياة. الجمع بين تمارين القوة والتمارين الهوائية يسهم في تحسين الإحساس العام بالصحة، ويمنح المرضى قدرة أفضل على التعامل مع متطلبات العلاج وآثاره الجانبية؛ مما ينعكس إيجابًا على جودة الحياة.
من أبرز ما توصلت إليه الدراسات أن الرجال النشطين بدنيًا بعد تشخيص ورم البروستاتا لديهم معدلات وفيات أقل، سواء بسبب المرض نفسه أو لأسباب أخرى، كما تشير نتائج بحثية إلى أن النشاط البدني قد يقلل احتمالات عودة الورم بعد العلاج.
رغم أن التمارين الخفيفة والمتوسطة آمنة في الغالب، فإن بعض الحالات تتطلب حذرًا خاصًا. العلاج الهرموني قد يُضعف العظام، وفي حال انتشار الورم إلى العظام (خصوصًا العمود الفقري أو الحوض) تزداد مخاطر الكسور. في هذه الحالات، يصبح الحصول على موافقة طبية ووضع برنامج رياضي مخصص أمرًا ضروريًا.
يوصي الخبراء بمزيج من التمارين الهوائية مثل المشي وركوب الدراجة والسباحة، مع تمارين تقوية العضلات باستخدام الأوزان الخفيفة أو وزن الجسم. كما تُعد تمارين المرونة والتوازن، مثل اليوغا أو "التاي تشي"، مفيدة للوقاية من السقوط وتحسين الحركة.
لا توجد قائمة طويلة بالممنوعات، ولكن في حال وجود نقائل عظمية يجب تجنب التمارين العنيفة أو عالية التأثير، مع تصميم البرنامج الرياضي تحت إشراف مختصين في علاج وتأهيل مرضى الأورام.
البدء المبكر أفضل ولكن بخطوات تدريجية. ينصح المختصون بالانطلاق بتمارين بسيطة لمدة 10 إلى 15 دقيقة يوميًا، ثم زيادة المدة والشدة تدريجيًا، مع الاستماع لإشارات الجسم وعدم المبالغة.