دراسة جديدة: التمارين الرياضية تقوي عضلات مريضات ورم الثدي المتقدم

أظهرت نتائج بحثية جديدة عُرضت في مؤتمر "Advanced Breast Cancer ABC8" الدولي أن التمارين الرياضية يمكن أن تكون عنصرًا مهمًا لتحسين صحة النساء المصابات بورم الثدي في مرحلته المنتشرة أي المرحلة الرابعة.

وأوضحت هذه النتائج أن ممارسة التمارين الهوائية وتمارين المقاومة قد ترفع من القدرة البدنية وتزيد من كتلة العضلات وهي عوامل تُعد جزءًا رئيسيًا من جودة الحياة أثناء تلقي العلاج.

هذه النتائج تأتي ضمن دراسة "PREFERABLE-EFFECT" التي تقودها البروفيسور آن ماي، أستاذة علم الأوبئة السريرية في مركز "UMC Utrecht" ومعهد الأورام الهولندي، وتُعد الدراسة واحدة من أكبر الدراسات التي تركز على تأثير الرياضة في المرضى المصابين بورم الثدي المتقدم.

التمارين الرياضيةأهمية التمارين الرياضية للمصابات بورم الثدي

لماذا الرياضة مهمةللمصابات بورم الثدي المتقدم؟

تعاني المريضات عادةً من أعراض مرهقة بسبب المرض أو العلاج مثل الإرهاق والغثيان والآلام، هذه العوامل إضافة إلى قلة النشاط البدني قد تؤدي إلى انخفاض كتلة العضلات وهو ما يؤثر على قوة الجسم والتوازن والقدرة على أداء المهام اليومية. 

وتشير دراسات منشورة في مجلة "The Lancet Oncology و JAMA Oncology" إلى أن انخفاض الكتلة العضلية يرتبط بزيادة آثار العلاج الجانبية والحاجة لخفض جرعات العلاج وانخفاض فرص البقاء على قيد الحياة.

وبينما أثبتت الرياضة فعاليتها لدى المريضات غير المصابات بالانتشار فقد كان الدليل محدودًا لدى المريضات بالمرحلة المتقدمة بسبب استبعادهن من الدراسات السابقة.

تمارين المقاومة لعدم الإصابة بهشاشة العظامالتمارين تحسن القوة البدنية للمصابات بورم الثدي المتقدم

تفاصيل الدراسة الدولية واسعة النطاق

شملت الدراسة 357 مريضة من 6 دول أوروبية وأستراليا تتراوح أعمارهن وحالاتهن العلاجية بين الخط الأول والثاني من العلاج وكانت 74% منهن يعانين من انتشار المرض إلى العظام.

وتم توزيع المشاركات إلى مجموعتين:

-مجموعة الرعاية المعتادة

-مجموعة برنامج التمارين لمدة 9 أشهر، يتضمن تمارين هوائية وتمارين تقوية وتوازن مرتين أسبوعيًا بإشراف مدرّب لمدة 6 أشهر، ثلاثة أشهر إضافية تجمع بين جلسة بإشراف وجلسة مستقلة.

كما حصلت جميع المشاركات على جهاز تتبع للنشاط مع نصائح لممارسة نشاط بدني يومي لمدة 30 دقيقة على الأقل.

تحسن واضح في القوة والتوازن وكتلة العضلات

بعد 6 أشهر من بدء التمارين لاحظ الباحثون تحسنًا واضحًا في الأداء البدني للمريضات، بما في ذلك:

- زيادة القوة العضلية في الذراعين والساقين

- تحسن التوازن

- ارتفاع كتلة الجسم الخالية من الدهون "مؤشر على زيادة كتلة العضلات"

ووجدت الدراسة أن كتلة العضلات كانت 0.79 كجم أعلى بعد 3 أشهر في مجموعة التمارين مقارنة بالمجموعة الأخرى و0.32 كجم أعلى بعد 6 أشهر.

أما كتلة عضلات الذراعين والساقين فقد ارتفعت بمعدل 0.6 كجم بعد ثلاثة أشهر، و 0.48 كجم بعد ستة أشهر، وفي المقابل شهدت المريضات في مجموعة الرعاية المعتادة انخفاضًا ملحوظًا في هذه القياسات.

تحسن التوازن وتقليل خطر السقوط

من أهم النتائج أن التوازن تحسن بشكل واضح لدى المريضات اللواتي مارسن التمارين، ويرتبط ضعف التوازن عادةً بانخفاض كتلة العضلات أو تلف الأعصاب الناتج عن العلاج وهو ما يزيد خطر السقوط خاصة لدى المصابات بانتشار المرض إلى العظام.

أوردت الدراسة مثالًا لسيدة لم تكن قادرة على الصعود والنزول من الحافلة في بداية الدراسة لكنها تمكنت من ذلك بعد الانضمام إلى برنامج التمارين مما أعاد لها جزءًا من استقلاليتها اليومية.

دعوة لإدراج التمارين ضمن الرعاية القياسية

تشير النتائج المنشورة في مجلة "The Breast" إلى أن زيادة كتلة العضلات وتحسن الأداء البدني يرتبطان بتحمل أفضل للعلاج وتوقعات أفضل للبقاء وجودة حياة أعلى، ولهذا يؤكد الباحثون على ضرورة دمج التمارين خاصة التمارين بإشراف متخصص ضمن الرعاية القياسية للنساء المصابات بـ ورم الثدي المتقدم.

كما أعلنت جمعية "ABC Global Alliance" عن إطلاق مركز توعوي للتمارين البدنية في عام 2026 يضم مواد تدريبية وفيديوهات وموارد مناسبة لجميع الحالات بهدف دعم المرضى ومقدمي الرعاية في تصميم برامج رياضية آمنة وفعّالة.