هل تحمي أدوية السكري الحديثة (GLP-1) من الإصابة بالصرع؟

يواجه مرضى السكري من النوع الثاني تحديات صحية تتجاوز اضطراب مستويات السكر في الدم؛ إذ تشير بيانات متزايدة إلى ارتباط المرض بارتفاع خطر الإصابة بمضاعفات عصبية على المدى الطويل. ومن بين هذه المضاعفات، يبرز الصرع كأحد الاضطرابات التي تظهر بنسبة أعلى لدى المصابين بالسكري، خاصة مع التقدم في العمر؛ مما فتح باب البحث عن علاجات قد توفر فوائد وقائية إضافية إلى جانب التحكم في الجلوكوز.

الآثار الجانبية لأدوية السكريمرض السكري يؤثر على الجهاز العصبي

السكري والدماغ: علاقة معقدة

لا يقتصر تأثير السكري من النوع الثاني على الأوعية الدموية والقلب فحسب، بل يمتد ليشمل الجهاز العصبي. فارتفاع السكر المزمن، والالتهابات، والتغيرات في الأوعية الدقيقة بالدماغ، كلها عوامل قد تسهم في زيادة القابلية للإصابة بنوبات الصرع. ولهذا السبب، يتجه الاهتمام العلمي حالياً إلى تقييم الأدوية الحديثة للسكري من حيث تأثيرها المحتمل على صحة الدماغ وليس فقط على ضبط الجلوكوز.

لماذا تحظى أدوية GLP-1 بالاهتمام؟

تُستخدم أدوية "ناهضات مستقبلات GLP-1" على نطاق واسع لعلاج السكري من النوع الثاني، وتتميز بخصائص متعددة، منها:

-تحسين التحكم في مستويات السكر.

-المساعدة في إنقاص الوزن.

-تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب.

وتشير الدراسات "ما قبل السريرية" إلى أن هذه الأدوية قد تمتلك خصائص واقية للأعصاب؛ مما أثار تساؤلات حول دورها المحتمل في تقليل خطر الإصابة باضطرابات عصبية مثل الصرع.

تأثير أدوية GLP-1 على العضلاتتأثير أدوية GLP-1 على مرضى الصرع 

مقارنة مع أدوية أخرى شائعة

في الممارسة السريرية، تُعد "مُثبطات DPP-4" خياراً علاجياً شائعاً آخر لمرضى السكري من النوع الثاني. ورغم فعاليتها في ضبط سكر الدم، فإن تأثيرها خارج الإطار الأيضي لا يزال أقل وضوحاً. من هنا برزت أهمية المقارنة بين الفئتين الدوائيتين؛ لمعرفة ما إذا كانت أدوية (GLP-1) تقدم فائدة إضافية تتعلق بصحة الجهاز العصبي تحديداً.

ماذا تقول البيانات السريرية؟

اعتمد تحليل واسع النطاق على بيانات مرضى بالغين مصابين بالسكري من النوع الثاني، تمت متابعتهم لعدة سنوات، مع استبعاد أي شخص لديه تاريخ سابق للإصابة بالصرع أو استخدام لأدوية مضادة للتشنجات.

بعد موازنة دقيقة للعوامل المؤثرة (مثل: العمر، والجنس، ومؤشر كتلة الجسم، والأمراض المصاحبة)، أظهرت النتائج الآتي:

1-كان مستخدمو أدوية (GLP-1) أقل عرضة للإصابة بالصرع مقارنة بمستخدمي مثبطات (DPP-

2-استمر هذا الانخفاض في الخطر عبر فترات متابعة مختلفة، سواء بعد عام واحد أو بعد عدة سنوات من بدء العلاج.

2-برز دواء "سيماجلوتيد" (Semaglutide)، وهو أحد أدوية فئة (GLP-1)، بارتباط أقوى بانخفاض خطر الإصابة بالصرع مقارنة بغيره من الأدوية ضمن الفئة نفسها.