أصدرت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) تقريراً سريرياً نُشر في مجلة Pediatrics يقدم إرشادات محدثة لأطباء الأطفال حول التقييم الجيني لتأخر النمو الذهني/الإعاقة الذهنية لدى الأطفال، ويهدف التقرير إلى تمكين أطباء الأطفال من اتباع نهج عملي ومنهجي يساعدهم في التشخيص المبكر والدقيق للاضطرابات العصبية النمائية التي تُعد من الحالات الشائعة بين الأطفال.
أوضح الدكتور لانس هـ. رودان من مستشفى بوسطن للأطفال، بالتعاون مع فريق الباحثين المشاركين في إعداد التقرير، أن اختيار الفحوصات الجينية يجب أن يُستند في المقام الأول إلى السمات السريرية الظاهرة (الفينوتايب/الظاهر الجيني - Phenotype)، لضمان تحقيق أقصى فائدة تشخيصية وعلاجية.
ولكن في الحالات التي لا يُظهر فيها التاريخ الطبي أو العائلي أو الفحص السريري أو التحاليل المصاحبة أي مؤشرات واضحة للتشخيص، يُوصى باتباع نهج تشخيصي "غير افتراضي" أو "دون فرضية مسبقة" يأخذ في الحسبان احتمالات النجاح في التشخيص وتكلفة الفحص وتعقيده وكذلك التأثير المتوقع للنتائج على خطة العلاج والرعاية.
التقييم الجيني بناءً على السمات السريرية
يقترح التقرير نهجاً تدريجياً يتكون من 3 مراحل، يراعي كفاءة التشخيص والاعتبارات العملية:
تشمل الفحوصات الأساسية ذات العائد التشخيصي المرتفع، مثل: التسلسل الكامل للجينوم (genome sequencing)، أو الإكسوم (exome sequencing)، إضافةً إلى تحليل الصبغيات الدقيقة (chromosome microarray).
تتضمن اختبارات أكثر تحديدًا مثل اختبار متلازمة الكروموسوم الهش (Fragile X) واختبارات استقلابية للكشف عن أخطاء وراثية نادرة في التمثيل الغذائي.
تُستخدم إذا لم تُثمر المرحلتان السابقتان عن نتائج حاسمة، وتشمل فحوصات لمتلازمات طبع الجينات (imprinting disorders)، واضطرابات التكرار الثلاثي (trinucleotide disorders) وتحاليل الحمض النووي الميتوكوندري وتقييم النمط النووي للكشف عن تبدلات كروموسومية متوازنة بالإضافة إلى تحليل حذف أو تكرار داخل الجينات قد يكون فُقد في الفحوص السابقة.
فوائد التشخيص الجيني المبكر
أكد مؤلفو التقرير أن الاضطرابات العصبية النمائية ذات المنشأ الجيني شائعة في طب الأطفال ومن الضروري أن يمتلك طبيب الأطفال العام نهجًا منظمًا لتقييمها منذ البداية.
ويشير التقرير إلى أن الحصول على تشخيص جيني مبكر لا يقدم فقط فائدة طبية من حيث فهم الحالة وخيارات العلاج بل يساعد أيضاً الأسر على الوصول إلى خدمات الدعم والتخطيط طويل الأمد ويسهم في تجنب فحوصات غير ضرورية.
تعكس هذه الإرشادات التطورات السريعة في علم الجينات والقدرة المتزايدة على إجراء تحاليل متقدمة بدقة عالية وبتكلفة أقل نسبياً، كما أن النهج المتدرج يساعد الأطباء على اتخاذ قرارات مستنيرة تتناسب مع الموارد المتاحة وظروف كل مريض على حدة.