كشفت الأبحاث الحديثة عن زيادة كبيرة في استخدام القنب على مستوى العالم، حيث ارتفع عدد المستخدمين من 180.6 مليون شخص في عام 2011 إلى 219 مليون شخص في عام 2021، ويعود هذا النمو جزئياً إلى توجه العديد من الدول نحو تقنين استخدامه بما في ذلك الولايات المتحدة وكندا وإسبانيا وجنوب إفريقيا وهولندا وأوروغواي.
الاستخدام المنتظم للقنب يزيد خطر الإصابة بالسكتات الدماغية
تشير الدراسات السابقة إلى أن الاستخدام المنتظم للقنب يرتبط بزيادة خطر الإصابة بمشكلات صحية مثل تلف الرئتين واضطرابات الصحة العقلية والسكتات الدماغية والنوبات القلبية، كما يُعتقد أن له علاقة بعوامل الخطر المرتبطة بالخرف.
وأفاد باحثون من جامعة كولورادو، أن الاستخدام المفرط للقنب قد يؤثر سلباً على الذاكرة العاملة وهي الوظيفة التي تساعد على التعلم وفهم اللغة، وجاءت هذه النتائج ضمن دراسة حديثة نُشرت في JAMA Network Open حيث قام العلماء بتحليل بيانات أكثر من 1,000 شخص تتراوح أعمارهم بين 22 و36 عامًا، وقُسموا إلى ثلاث فئات:
الاستخدام المفرط للقنب قد يؤثر سلباً على الذاكرة العاملة
مستخدمون مفرطون: استخدموا القنب أكثر من 1,000 مرة خلال حياتهم.
مستخدمون معتدلون: استخدموا القنب بين 10 و999 مرة.
غير مستخدمين: استخدموا القنب أقل من 10 مرات.
تم قياس استجابات الدماغ العصبية للمشاركين باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أثناء تنفيذهم 7 مهام إدراكية مختلفة، تشمل اختبارات المهارات الحركية والمشاعر والمكافآت والذاكرة العاملة.
%63 من المستخدمين المفرطين يعانون من ضعف الذاكرة
وجد الباحثون أن 63% من المستخدمين المفرطين و68% من المستخدمين الجدد أظهروا انخفاضاً في نشاط الدماغ أثناء أداء مهام الذاكرة العاملة، وأوضح جوشوا إل. جوين، الباحث الرئيسي في الدراسة، أن القنب أدى إلى انخفاض في تنشيط الدماغ لدى المستخدمين المفرطين ورغم أن التأثير لم يكن قوياً بما يكفي ليُحدث تغييراً جذرياً في القدرات العقلية إلا أنه يبقى مؤشراً مهماً يستحق المتابعة.
إضافةً إلى تأثيره على الذاكرة، أظهرت الدراسة أن الاستخدام المفرط للقنب أدى إلى انخفاض النشاط الدماغي في مناطق مسؤولة عن الانتباه واتخاذ القرار مثل القشرة الجبهية الظهرية الوحشية (dorsolateral prefrontal cortex) والقشرة الجبهية الإنسية الظهرية (dorsomedial prefrontal cortex) والجزيرة الأمامية (anterior insula).
وأشار الباحثون إلى أنهم يعملون حالياً على دراسة تأثير THC، وهو المركب الفعال في القنب، لمعرفة مدى تأثيره على نشاط الدماغ عند تعاطيه بجرعات مضبوطة.
الاستخدام المفرط للقنب قد يؤدي إلى فقدان الذاكرة
تتفق هذه الدراسة مع الملاحظات السريرية التي تشير إلى أن مستخدمي CBD وTHC يعانون من مشكلات في الذاكرة، حيث إن الاستخدام المفرط للقنب قد يؤدي إلى فقدان الذاكرة على المدى القصير والطويل.
النتائج تستدعي مناقشات أكثر وعياً بين الأطباء والمرضى لا سيما لمن لديهم مخاطر مرتفعة للإصابة بمرض ألزهايمر، لإدراك الآثار السلبية المحتملة للقنب على الوظائف الإدراكية خاصةً الذاكرة العاملة والوظائف التنفيذية والتي تلعب دوراً أساسياً في الحفاظ على الاستقلالية وجودة الحياة.