تُعد العدوى المنقولة جنسياً وعلى رأسها فيروس الهربس من أكثر المشكلات الصحية شيوعاً وانتشاراً، وبينما يعتقد الكثيرون أن الإصابة بهذه العدوى تقتصر على الاتصال الجنسي تشير الأبحاث إلى أن الهربس يمكن أن ينتقل أيضاً من خلال مشاركة المشروبات أو السجائر أو أدوات التدخين الأخرى بما في ذلك السجائر الملفوفة يدوياً أو ما يعرف بـ"الجوينت".
وبحسب بيانات صادرة عن Centers for Disease Control and Prevention (CDC)، من المتوقع أن يُصاب نحو 50% من الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و49 عاماً بفيروس الهربس مع نهاية عام 2018.
رغم أن فكرة انتقال الفيروس من خلال مشاركة أدوات التدخين قد تبدو مقلقة إلا أن المفارقة اللافتة تكمن في أن نفس هذه المواد المستخدمة في المشاركة وتحديداً نبات القنب قد تحتوي على مكونات قادرة على مقاومة الفيروس.
القنب كمصدر محتمل للعلاج
ففي تقرير نشره موقع The Fresh Toast، أُشير إلى دراسة تعود إلى ثمانينيات القرن الماضي أظهرت أن مركب Tetrahydrocannabinol (THC) وهو المادة الفعالة في القنب والمسؤولة عن الشعور بالنشوة استطاع إيقاف انتشار فيروس الهربس التناسلي في خلايا بشرية مزروعة في المختبر (in vitro)، ومنذ ذلك الحين تكررت نتائج مشابهة في دراسات أخرى، ما يعزز احتمال وجود رابط مباشر بين القنب وقدرته على تثبيط نشاط فيروس الهربس.
أهمية هذه النتائج تتضاعف في ظل ظهور سلالات أكثر خطورة من فيروس الهربس في عدد من مناطق الولايات المتحدة الأمريكية حيث أصدرت السلطات الصحية تحذيرات بشأن قردة "الريسوس" البرية التي يمكنها نقل فيروس الهربس B وهو سلالة نادرة ولكنها قاتلة إلى البشر عن طريق اللعاب أو البراز.
وفي ظل غياب علاج نهائي لفيروس الهربس حتى الآن فإن أي بصيص أمل في التوصل إلى علاج فعّال يُعد بمثابة خطوة ثورية خاصة إذا ما كان يستند إلى مركبات طبيعية مثل القنب.
أهمية البحث في ظل تفشي سلالات خطرة
رغم المؤشرات الإيجابية لا يزال استخدام القنب في المجال الطبي يواجه عقبات قانونية في العديد من الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة، فبحسب نظام التصنيف الفيدرالي للأدوية لا يزال القنب يُصنف كـSchedule 1 drug أي أنه يُعتبر مادة لا تملك أي قيمة طبية ولها قابلية عالية للإدمان.
هذا التصنيف يحد من تمويل الأبحاث العلمية ويُبطئ مسار تطوير العلاجات الممكنة رغم تزايد الدراسات التي تبرهن على الفوائد المحتملة لمشتقات القنب في علاج طيف واسع من الأمراض بما في ذلك العدوى الفيروسية.