ارتفاع دهون الدم وسكرها يسرع تدهور الزهايمر 4 أضعاف

أظهرت دراسة جديدة أن مرضى ضعف الإدراك البسيط المرتبط بمرض الزهايمر قد يواجهون تدهوراً معرفياً أسرع إذا كان لديهم مؤشر مرتفع للدهون الثلاثية والجلوكوز (المعروف اختصاراً بـTyG index)، وقد قُدّمت هذه النتائج في المؤتمر الحادي عشر للأكاديمية الأوروبية لعلم الأعصاب.

مؤشر TyG كمقياس بديل لمقاومة الإنسولين

أجرت الدراسة الدكتورة بيانكا غومينا؛ من جامعة بريشيا في إيطاليا، بالتعاون مع فريق بحثي حيث قاموا بتحليل بيانات استعادية لمرضى تم تشخيصهم بمرض الزهايمر أو أمراض تنكسية عصبية أخرى (NDDs) باستخدام عينات من السائل الدماغي الشوكي.

شملت الدراسة 315 مريضاً غير مصابين بالسكري منهم 210 مصابين بالزهايمر و115 بحالات تنكسية أخرى، وقد تم تصنيف المشاركين إلى ثلاث مجموعات حسب مستوى مؤشر الدهون الثلاثية والجلوكوز: منخفض، متوسط، وعالٍ.

السيماجلوتيد قد يفيد مرضى السكري من النوع الأولمؤشر TyG كمقياس بديل لمقاومة الإنسولين

تأثير خاص بمرض الزهايمر دون غيره

توصل الباحثون إلى أن المرضى المصابين بالزهايمر والذين ينتمون إلى الفئة الأعلى من مؤشر TyG أظهروا تدهوراً أسرع في القدرات المعرفية مقارنة بالفئات الأخرى، كما رُصد لدى هؤلاء المرضى مؤشرات سلبية متزايدة تتعلق بحاجز الدم-الدماغ وتفاعلات مع الجين APOE ε4 المرتبط بخطر الإصابة بالزهايمر.

ومن اللافت أن هذه التأثيرات لم تُلاحظ لدى المرضى المصابين بأمراض تنكسية عصبية غير الزهايمر، ما يشير إلى خصوصية العلاقة بين اضطرابات التمثيل الغذائي ومسار تطور الزهايمر تحديداً.

تسارع ملحوظ في التدهور المعرفي

في مجموعة مرضى ضعف الإدراك البسيط المرتبط بالزهايمر (عددهم 161) لُوحظ تسارع التدهور المعرفي لدى المرضى الذين لديهم ارتفاع في مؤشر الدهون الثلاثية والجلوكوز بأربعة أضعاف تقريباً مقارنةً بالمرضى الذين لا يعانون من هذا الارتفاع، خلال فترة المتابعة التي استمرت 3 سنوات.

وبينما لوحظ اتجاه مشابه نحو التحول من ضعف الإدراك إلى الخرف الكامل إلا أن هذا الاتجاه لم يصل إلى دلالة إحصائية قوية، كما لم تُظهر نتائج الدراسة أي تفاعل يُذكر بين مؤشر الدهون الثلاثية والجلوكوز والجين APOE في ما يتعلق بسرعة التدهور أو احتمالية التحول إلى خرف.

مؤشر تنبؤي لمرحلة يمكن التدخل فيها

شيخوخة الدماغ تزيد خطر الزهايمر والوفاة المبكرةمؤشر تنبؤي لمرحلة يمكن التدخل فيها

قالت غومينا في بيان رسمي: "لقد فوجئنا بأن التأثير ظهر فقط في نطاق مرض الزهايمر دون غيره من الأمراض التنكسية العصبية، هذا يشير إلى وجود قابلية خاصة للتأثر بالإجهاد الاستقلابي خلال النافذة التمهيدية للمرض وهي الفترة التي لا يزال من الممكن فيها التدخل لتغيير المسار".

هذه النتائج تفتح الباب أمام استخدام الدهون الثلاثية والجلوكوز كمؤشر تنبؤي للتدهور المعرفي في مراحله المبكرة، وهو ما قد يساعد في تصميم تدخلات وقائية أكثر فاعلية تستهدف اضطرابات التمثيل الغذائي قبل فوات الأوان.

دوافع جديدة لدراسة العلاقة بين القلب والعقل

أظهرت الدراسة أيضاً أن مرضى الزهايمر من ذوي مؤشر الدهون الثلاثية والجلوكوز المرتفع كانوا أكثر عرضة لعوامل خطر قلبية وعائية رغم تشابه الخصائص الأساسية مع باقي المشاركين.

هذا يعزز النظرية المتنامية حول العلاقة بين صحة القلب وصحة الدماغ ويدعم فكرة أن مقاومة الإنسولين واضطرابات التمثيل الغذائي قد تكون من المحركات الخفية لتدهور الإدراك لا سيما في الأمراض ذات الطبيعة الالتهابية المزمنة مثل الزهايمر.