وجع الرأس عند الانحناء: علامة بسيطة تكشف مشكلة كبيرة

الصداع عند الانحناء قد يكون مزعجاً ويثير القلق، خاصة عند تكراره ويمكن أن يكون لأسباب بسيطة مثل الجفاف أو ضغط الجيوب الأنفية أو أكثر خطورة مثل الصداع الوضعي الناتج عن فقدان السائل النخاعي أو أورام المخ. 

وبحسب ما ذكره موقع Verywell Health، يمكن معرفة أهم الأسباب والعلاج والوقاية التى تساعد على التعامل مع هذه المشكلة بشكل فعال.

الأسباب الشائعة للصداع عند الانحناء

يمكن أن ينتج الصداع الذي يتفاقم مع الانحناء عن عدة عوامل هي:

1-ضغط الجيوب الأنفية

ينشأ هذا الصداع نتيجة لزيادة الضغط داخل الجيوب الأنفية "الفراغات المجوفة داخل عظام الوجه"، وعادةً ما يكون بسبب التهاب ناتج عن نزلات البرد أو الحساسية.

ويشمل العلاج استخدام مسكنات الألم المتاحة دون وصفة طبية ومزيلات الاحتقان أو مضادات الهيستامين لتقليل التورم، كما يمكن أن تساعد الرعاية المنزلية مثل الاستحمام بالبخار في تخفيف الضغط.

ضغط الجيوب الأنفيةضغط الجيوب الأنفية

2-الجفاف 

يؤدي نقص السوائل في الجسم إلى اختلال توازنها، مما يسبب ألماً في الرأس، ويمكن أن ينتج الجفاف عن القيء أو الإسهال أو عدم شرب كميات كافية من الماء وقد يفاقم أعراض اضطرابات الصداع الكامنة.

ويتضمن العلاج إعادة ترطيب الجسم بشرب الكثير من السوائل، وقد تكون المشروبات الغنية بالإلكتروليتات مفيدة في هذه الحالة.

3-الصداع النصفي

الصداع النصفي هو حالة عصبية تسبب صداعاً نابضاً شديداً وحساسية للضوء والصوت وغثياناً، ويمكن أن يحفز الانحناء نوبة الصداع النصفي أو يزيد من شدتها.

يعتمد العلاج على مزيج من الأدوية واستراتيجيات الوقاية مثل تجنب المحفزات ، ويمكن استخدام الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية (مثل الإيبوبروفين أو النابروكسين) للحالات الخفيفة إلى المتوسطة، بينما تستخدم التريبتانات (مثل سوماتريبتان أو ريزاتريبتان) أو مزيج منها للحالات الشديدة أو المستمرة.

4-صداع السعال

يحدث هذا الصداع بشكل مفاجئ بعد السعال أو العطس أو الضحك أو بذل جهد أو الانحناء، ويُعتقد أنه ناتج عن زيادة الضغط داخل الرأس والجسم بسبب قوة هذه الحركات.

قد يختفي صداع السعال من تلقاء نفسه أو قد يتطلب استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، ويجب مراجعة الطبيب لتقييم أي ألم مفاجئ في الرأس ناتج عن هذه الأفعال، حيث قد يشير إلى حالة كامنة أكثر خطورة.

صداع السعالصداع السعال

أسباب خطيرة تستدعي التقييم الطبي

قد يشير الصداع الوضعي الذي يحدث عند الوقوف ويخف بالاستلقاء، ويزداد عند الانحناء إلى حالات نادرة ولكنها خطيرة، تتطلب تدخلاً طبياً متخصصاً:

-تسرب السائل النخاعي (CSF)

يحدث عندما يتسرب السائل المحيط بالدماغ والحبل الشوكي، وغالباً ما يكون بعد جراحة أو إصابة، ويزداد الصداع سوءاً عند الجلوس أو الانحناء ويتحسن عند الاستلقاء، وقد يصاحبه طنين في الأذنين ومشاكل في الرؤية.

ويمكن علاجه بالراحة وزيادة تناول السوائل ووضع رقعة دموية فوق الجافية لسد التسرب أو التدخل الجراحي.

-صداع عنق الرحم

يقع عادةً في جانب واحد من الرأس والرقبة، ويتفاقم مع أوضاع أو حركات معينة، ويسبب تقلصاً في نطاق حركة الرقبة، قد يسهم سوء الوضعية أو الإجهاد في حدوثه.

ويمكن علاجه بالعلاج الطبيعي أو التمارين وتغييرات في نمط الحياة مثل تحسين الوضعية وإدارة التوتر.

-عدم انتظام ضربات القلب الانتصابي الوضعي (POTS)

تسبب زيادة كبيرة في معدل ضربات القلب عند الانتقال إلى وضعية الوقوف، مما يؤدي إلى خفقان ودوار وإرهاق وضبابية في الرؤية، وقد يصاحبها الصداع.

ويمكن علاجها من خلال أدوية القلب لتحسين وظائف القلب وتغييرات في نمط الحياة مثل ارتداء الملابس الضاغطة وزيادة تناول السوائل وتجنب الكافيين والحرارة.

-ورم الدماغ

قد تكون الأورام حميدة أو خبيثة. وعندما تسبب صداعاً وضعياً، فقد يظهر تدريجياً ويتفاقم مع مرور الوقت، ويكون أسوأ في الصباح وقد يصاحبه أعراض عصبية أخرى مثل النوبات وصعوبة الكلام وتغيرات في السمع أو البصر أو الشخصية.

لذلك يجب التدخل الجراحي لإزالة الورم أو العلاج الإشعاعي والكيميائي.

طرق الوقاية من ألم الرأس أثناء الانحناء

يمكن السيطرة على معظم أنواع الصداع الشائعة التي تتفاقم عند الانحناء والوقاية منها:

ـ الحفاظ على رطوبة الجسم بشكل كافي يومياً.

ـ إدارة التوتر

ـ الحصول على قسط كافٍ من النوم الجيد ليلاً.

ـ الحد من التعرض للشاشات الساطعة للهواتف والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر.

ـ معالجة نزلات البرد والحساسية بشكل فعال.

ـ تجنب محفزات الصداع النصفي المعروفة، مثل الضوضاء العالية والأضواء الساطعة.

ـ تناول الأدوية المسكنة للألم المتاحة دون وصفة طبية أو الأدوية الموصوفة للصداع النصفي عند الحاجة.