استيقاظ مفاجئ ليلاً، بكاء متكرر وشكاوى من آلام في الساقين، قد يظن البعض أنها محاولة من الطفل لتأجيل النوم لكنها في الحقيقة قد تكون آلام النمو وهي حالة حقيقية يمر بها العديد من الأطفال.
تظهر هذه الآلام في فترتين عمريتين شائعتين: بين 3 و5 سنوات، ثم مرة أخرى بين 8 و12 عاماً رغم أنه من الممكن حدوثها أيضاً بين 5 و8 سنوات، وغالباً ما تختفي هذه الآلام مع دخول مرحلة المراهقة بحسب "What To Expect".
آلام النمو تختلف عن نوبات النمو السريعة إذ أن الأولى تتعلق بالعضلات والعظام (الجهاز العضلي الهيكلي) بينما الثانية تشير إلى فترات نمو متسارعة في الطول، وغالباً ما تظهر آلام النمو ليلاً وتتركز في الفخذين أو خلف الركبتين وقد توقظ الطفل من نومه لكنها تختفي عادة في الصباح ويعود الطفل لممارسة اللعب والجري دون مشاكل.
ما هي آلام النمو؟
لا يُعرف السبب الدقيق لآلام النمو حتى الآن لكن هناك عدة نظريات:
فرط النشاط البدني: يلاحظ بعض الأهل أن الألم يزداد بعد أيام مليئة بالحركة أو اللعب الشديد.
فرط الحركة المفصلية (Double-jointed): حوالي 20% من الناس لديهم مرونة زائدة في المفاصل وتبيّن أن هؤلاء الأطفال أكثر عرضة للشعور بآلام النمو.
لا يوجد اختبار محدد لتشخيص آلام النمو لكن يمكن ملاحظة الأعراض التالية:
ألم في الساقين خاصة في الساق أو الفخذ أو خلف الركبة
ألم حاد أو خفيف يظهر في المساء أو أثناء النوم
يحدث الألم غالباً في الجانبين لكنه قد يتفاوت من مرة لأخرى
يزول الألم صباحًا
يتحسن الشعور بعد التدليك أو استخدام كمادات دافئة أو مسكنات خفيفة مثل Tylenol أو Motrin
مع ملاحظة أن الآلام التي تقتصر على جانب واحد فقط أو تصاحبها أعراض مثل التورم أو الحمى أو الاحمرار لا تعتبر آلام نمو.
الأعراض الشائعة لآلام النمو
قد يعجز الطفل في عمر 3 سنوات عن وصف شعوره بدقة فيقول مثلاً: "لا أشعر بساقي" أو "هناك عنكبوت بداخلها" لذا من المهم تفهّم محدودية مفرداته وعدم القلق الزائد من تعبيراته.
تختلف حدة الألم ومدته من طفل لآخر وقد يستمر من بضع دقائق إلى ساعات ويؤثر على النوم، ما يؤدي إلى نعاس نهاري يحتاج إلى تعويضه بقيلولة.
للمساعدة في تهدئة طفلك يمكن اتباع الخطوات التالية:
تدليك المنطقة المؤلمة بلطف واستخدام كمادات دافئة
حمام دافئ قبل النوم لتخفيف التوتر العضلي
إعطاء مسكنات خفيفة عند الحاجة مع الالتزام بالجرعات الموصى بها
إذا لاحظت أن الألم يظهر بعد أنشطة بدنية معينة جربي تقديم حمام دافئ أو جرعة مناسبة من ibuprofen قبل النوم.
متى يجب استشارة الطبيب؟
يُفضل مراجعة طبيب الأطفال إذا:
استمرت الآلام بشكل يومي أو خلال النهار
ظهرت أعراض إضافية مثل تورم لا يزول أو احمرار أو حمى أو تبول داكن اللون
اقتصر الألم على منطقة واحدة مثل الورك أو الركبة
تسبب الألم في العرج أو لم يتحسن رغم المسكنات والعلاجات المنزلية
لا يمكن منع آلام النمو تماماً، لكن يمكن تقليل شدتها عبر:
ارتداء حذاء مناسب يدعم قوس القدم
شرب كميات كافية من الماء (عدد أكواب 8 أونصات يساوي عمر الطفل يومياً حتى 64 أونصة للأطفال فوق 8 سنوات)
اتباع نظام غذائي متوازن يضمن حصول الطفل على الفيتامينات والمعادن الضرورية للنمو.