معجزة من البحر: جلد سمكة أنقذ حياة رضيعة عانت من عدوى خطيرة بالرقبة

لم تكن الأيام الأولى من حياة إليانا تشبه بداية أي طفل آخر؛ فقد وُلدت قبل موعدها بكثير، في الأسبوع الثالث والعشرين من الحمل. كانت صغيرة جدًا، لا يتجاوز وزنها كيلوجرامًا واحدًا، وكأن حياتها معلقة بخيط رفيع.

في الحضانة، كانت الأجهزة تحيط بها من كل جانب، وصوت المونيتور -جهاز إلكتروني لمراقبة العلامات الحيوية للمريض باستمرار- هو الموسيقى اليومية التي تسمعها أسرتها. وبينما كانت عائلتها تتمسك بالأمل، وقع ما لم يكن بالحسبان.

عدوى تلتهم رقبتها وخطر يهدد حياتها

أصيبت إليانا المقيمة في تكساس بالولايات المتحدة الإمريكية، بعدوى خطيرة في رقبتها، تسببت في جرح عميق بدأ يتوسع بسرعة مخيفة، حيث "كان الأمر أشبه بمرض يأكل اللحم.. وكأن جسدها يهاجم نفسه".

ومع تفاقم حالتها، ظهرت أخطر النتائج متمثلة في "تسمم الدم"، وهو رد فعل شديد من الجسم تجاه العدوى، ما أدي إلى توقف بعض أعضائها عن العمل، وعندها بدأ الأطباء يتحدثون بحذر شديد، فحياة الرضيعة على المحك.

استخدامات جلد السمكاستخدامات جلد السمك

حل طبي لا يخطر على البال

كانت حالة إليانا هشة جدًا، لدرجة أن الجراحة أو ترقيع الجلد لم تكن خيارات آمنة لها، لكن الفريق الطبي في مستشفى دريسكول للأطفال بولاية تكساس، فكر خارج الصندوق، ووجد حلاً غريبًا، لكنه حمل الأمل. 

كان العلاج مزيجًا بسيطًا لكنه مذهل وهو عبارة عن عسل طبي لتنظيف الجرح، وقطعة من جلد سمكة القد القادمة من شركة آيسلندية متخصصة، فبدلاً من مشرط الجراحة، لجأ الأطباء إلى قوة الطبيعة.

لماذا جلد السمك؟

-يشبه الجلد البشري تحت المجهر

-يساعد على نمو الأنسجة من جديد

-يحتوي على عناصر طبيعية مثل "أوميجا 3" تساعد في التئام الجروح

-يعمل كـ "سقالة" ينمو فوقها الجلد السليم

-يذوب تلقائيًا بعد انتهاء دوره

لكن الخطر الأكبر كان «هل تعاني الطفلة من حساسية تجاه الأسماك؟..لا أحد يعرف».ومع ذلك، لم يكن لدى الأطباء خيارًا آخر.

جلد السمكالاستخدامات الطبية لجلد السمك

تأثير جلد السمك على حالة الطفل إليانا

وضعت الطبيبة وفريقها مزيجًا من جلد السمك والعسل الطبي فوق الجرح. ثم انتظروا، وبعد ثلاثة أيام فقط، تغير كل شيء.

الجلد بدأ يُغلق، والأنسجة عادت للنمو، كما أن العدوى تراجعت. وكأن جسد إليانا وجد أخيرًا ما يحتاجه ليقاتل، وبعد 10 أيام من وضع أول ضمادة أُغلق الجرح تمامًا.

بعد 3 سنوات، أصبحت إليانا تلعب وتضحك دون أن تعرف أن قطعة صغيرة من جلد السمك أنقذت حياتها.

تقول والدتها كريستال: "لا تترددوا في تجربة شيء جديد. أحيانًا تأتي الحلول من أبسط الأماكن وأكثرها غير متوقعة.. حتى من قطعة جلد سمكة".