ارتفاع مقلق في سمنة الأطفال بالولايات المتحدة.. وهذه الفئات الأكثر تضررا

أظهرت دراسة جديدة نُشرت في مجلة Annals of Internal Medicine أن معدل السمنة بين الأطفال والمراهقين في الولايات المتحدة شهد ارتفاعاً ملحوظاً خلال الفترة الممتدة من عام 2011 إلى عام 2023 مع تسجيل أعلى نسب بين الأطفال من أصول إفريقية ومكسيكية.

ارتفاع تدريجي في معدلات السمنة العامة

علاقة أمراض القلب عند الأطفال بالسمنةارتفاع تدريجي في معدلات السمنة العامة

أجرى الدراسة الدكتور مايكل ليو (Michael Liu, M.D.) من مركز بيث إسرائيل ديكونيس الطبي في مدينة بوسطن، بالتعاون مع مجموعة من الباحثين، اعتمد الفريق على بيانات مسحية من المسح الوطني لفحص الصحة والتغذية (NHANES) حيث تم تحليل معلومات مأخوذة من 17,507 طفلاً ومراهقاً على مدى أكثر من عقد.

وأشارت النتائج إلى أن معدل السمنة العام ارتفع من 20.3% خلال الفترة من يناير 2011 إلى مارس 2020 ليصل إلى 22.0% بين أغسطس 2021 وأغسطس 2023، ويُظهر هذا الاتجاه زيادة تدريجية وإن لم تكن كبيرة على المستوى العام لكنها تخفي تفاوتاً ملحوظاً بين الفئات المختلفة.

الأطفال من أصول إفريقية الأكثر تأثراً

كانت الزيادة الأكبر في معدل السمنة من نصيب الأطفال والمراهقين من أصول إفريقية، حيث قفز المعدل من 22.4% إلى 35.8% خلال الفترة نفسها، كذلك سُجلت معدلات مرتفعة بين الأطفال المكسيكيين الأمريكيين (28.1%) وأبناء المجموعات اللاتينية الأخرى (25.9%).

السمنة الشديدة لم تشهد تغيراً واضحاً

رغم الزيادة في معدل السمنة العام إلا أن الدراسة أوضحت أن معدل السمنة الشديدة ظل مستقراً نسبياً خلال الفترة من 2011 حتى 2023 سواء على مستوى العينة الكاملة أو داخل الفئات العرقية المختلفة، وهذا يعني أن الزيادة تركزت بشكل أكبر في الحالات المتوسطة من السمنة دون أن تصحبها زيادة واضحة في الحالات الأشد.

الجائحة زادت من الفجوة العرقية في معدلات السمنة

لم تُسجل الدراسة ارتفاعاً عاماً في معدلات السمنة خلال فترة جائحة كورونا مقارنةً بالفترة السابقة لكن لوحظ أن الأطفال من أصول إفريقية شهدوا ارتفاعاً خاصاً خلال الجائحة بلغ فرقاً قدره 10.4 نقطة مئوية بعد التعديل الإحصائي، ويعكس هذا الأثر تفاوت التأثيرات المجتمعية والصحية للجائحة بين الفئات السكانية المختلفة.

السمنة عند الأطفالالجائحة زادت من الفجوة العرقية في معدلات السمنة

دعوة عاجلة لتدخلات صحية وسياسات وقائية

كتب الباحثون في ختام الدراسة: "هناك حاجة ماسة لتدخلات صحية وسياسات عامة تهدف إلى الوقاية من السمنة وإدارتها خصوصاً بين الفئات المهمشة والأكثر عرضة للمخاطر".

وتبرز هذه النتائج أهمية الاهتمام بالعوامل الاجتماعية والاقتصادية التي تلعب دوراً في تشكيل أنماط التغذية والنشاط البدني لدى الأطفال خاصةً في مجتمعات الأقليات العرقية.