أظهرت مراجعة علمية شاملة أن النساء اللاتي يعانين من نزيف حاد بعد الولادة قد يواجهن مشكلات صحية في القلب تستمر حتى 15 عاماً بعد الولادة.
بحسب الدراسة التي نُشرت في مجلة Journal of Maternal-Fetal & Neonatal Medicine فإن النساء الناجيات من النزيف الحاد بعد الولادة يكنّ أكثر عرضة بنسبة 76% للإصابة بأمراض القلب مثل فشل القلب والسكتة الدماغية وأمراض الشرايين التاجية مقارنةً بنظيراتهن اللاتي لم يتعرضن لهذه الحالة، كما تبيّن أن خطر الإصابة بجلطات دموية خطيرة يتضاعف لديهن.
الناجيات من النزيف الحاد بعد الولادة يكنّ أكثر عرضة للسكتة الدماغية
قال الدكتور مانغالا باسكا وردهانا، رئيس الفريق البحثي وأخصائي النساء والتوليد بجامعة أيرلانغا الإندونيسية، في بيان صحفي، إنه لطالما اعتُبر النزيف بعد الولادة حالة طارئة تنتهي بمجرد توقف النزف لكن نتائج الدراسة تُظهر أنه قد يكون له آثار طويلة الأمد على صحة القلب تمتد لسنوات بعد الولادة.
وأضاف: "نحن بحاجة إلى تصور أوسع لرعاية الأمهات لا يتوقف عند الولادة بل يستمر خلال الأشهر والسنوات التالية".
كل عام تتعرض نحو 14 مليون امرأة لنزيف حاد بعد الولادة ما يُشكل أكثر من 20% من الوفيات المرتبطة بالولادة حول العالم، وفقاً للدراسة.
وقد استند الباحثون إلى تحليل بيانات أكثر من 9.7 ملايين امرأة في أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا من خلال دمج نتائج 10 دراسات نُشرت حتى عام 2024 وشملت فترات متابعة تراوحت بين 3 و31 عاماً.
أوضحت النتائج أن النساء اللاتي خضعن لنقل دم بعد الولادة بسبب النزيف هن الأكثر عرضة للإصابة بمشكلات في القلب لاحقاً وهو ما يعكس العلاقة بين شدة النزيف وازدياد الخطر القلبي.
ويُعتقد أن النزيف الشديد يؤدي إلى التهاب عام في الجسم ويؤثر على الأوعية الدموية ووظيفة القلب ويزيد من احتمال الإصابة بتصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم وغيرها من عوامل الخطر القلبية.
شدة النزيف تؤثر على صحة القلب
أشارت الباحثة المشاركة فِقه فايزارا أوستادي، من الجامعة ذاتها، إلى أن العلاقة بين النزيف بعد الولادة وصحة القلب معقدة ومتعددة العوامل، موضحةً أن الدراسة تمهد الطريق لأبحاث مستقبلية لفهم الآليات بدقة وتطوير استراتيجيات للوقاية والعلاج من هذه المضاعفات التي قد تُهدد الحياة.
توصي الدراسة بتحديث الإرشادات الخاصة بعلاج النزيف بعد الولادة بحيث تشمل تقييم مخاطر أمراض القلب على المدى البعيد.
ويقترح الباحثون تقديم إرشادات صحية للنساء المعرضات للخطر تشمل تغييرات في نمط الحياة مثل تحسين النظام الغذائي وزيادة النشاط البدني أو وصف أدوية مثل مميعات الدم أو الستاتينات المخفضة للكوليسترول.
أهمية زيادة النشاط البدني
في ختام الدراسة، شدّد الباحثون على أهمية معالجة العواقب طويلة الأمد للنزيف بعد الولادة خاصة في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط حيث ترتفع معدلات الإصابة بهذه الحالة ويكون الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية بعد الولادة محدوداً.