دواء جديد لمواجهة الإيدز.. هل يعوض "ليناكابافير" غياب الدعم الأمريكي؟

في ظلّ أزمة صحية عالمية متجددة، يُواجه العالم خطر انتكاسة كبيرة في مسيرة مكافحة فيروس نقص المناعة البشري (HIV) -المُسبب الرئيسي لمرض الإيدز- بعد قرار الولايات المتحدة الأمريكية وقف تمويل برامج الوقاية الدولية، التي كانت تُعدّ عصب الجهود المبذولة للحدّ من انتشار الفيروس وخفض معدلات الوفيات.

وأثار هذا القرار مخاوف واسعة من عودة الفيروس للانتشار على نطاق أوسع، مع توقعات بارتفاع أعداد المصابين واشتداد حدة الأعراض بين المرضى، خاصة في الدول ذات الأنظمة الصحية الهشة، حسب صحيفة Times of India.

وتطرح هذه التطورات تساؤلات حاسمة عن مصير ملايين المرضى، وقدرة المجتمع الدولي على الحفاظ على المكاسب الصحية التي تحققت بشقّ الأنفس خلال العقود الماضية.

ما هو فيروس نقص المناعة البشري؟

فيروس نقص المناعة البشريةفيروس نقص المناعة البشرية

فيروس نقص المناعة البشري هو فيروس يهاجم الجهاز المناعي، المسؤول عن حماية الجسم من الأمراض والالتهابات المختلفة.

يهاجم فيروس نقص المناعة البشري بشكل أساسي نوعاً معيناً من خلايا الدم البيضاء تُسمى الخلايا التائية CD4، التي تلعب دوراً حيوياً في تنسيق الاستجابة المناعية للجسم، وعندما يدخل الفيروس إلى هذه الخلايا، يبدأ في التكاثر داخلها، ويدمرها تدريجياً.

ومع استمرار تدمير الخلايا التائية CD4، يضعف الجهاز المناعي تدريجياً، ويصبح الجسم أقل قدرة على محاربة العدوى والأمراض، وإذا تُركت العدوى بفيروس نقص المناعة البشري دون علاج، فإنها تتطور في النهاية إلى متلازمة نقص المناعة المكتسب، والمعروفة اختصاراً بـ"الإيدز".

أعراض الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية

عادةً ما تشبه علامات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري أعراض الإنفلونزا، والتي تشمل:

-الحمى.

-التهاب الحلق.

-الشعور بالتعب والإرهاق.

-فقدان الوزن بشكل ملحوظ.

-التعرق الليلي المفرط.

-التهابات متكررة.

فيروس نقص المناعة البشريأعراض الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية

هل هناك علاج لفيروس نقص المناعة؟

يُعد فيروس نقص المناعة البشري (HIV) من الأمراض التي لا يوجد لها علاج شافٍ حتى الآن، ومع ذلك، فإن الالتزام الدقيق بالعلاج المضاد للفيروسات القهقرية (ART) يمكن أن يساهم بشكل كبير في إبطاء تطور المرض، والحفاظ على صحة المصابين، وتقليل خطر نقل العدوى للآخرين.

تحذير أممي من عدم استئناف الدعم

حذّر برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز (UNAIDS) من عواقب كارثية في حال عدم استئناف الدعم الدولي بشكل عاجل لبرامج مكافحة الفيروس، حيث تشير التقديرات إلى إمكانية تسجيل ما يقارب 8.7 ملايين إصابة جديدة بفيروس نقص المناعة البشري (HIV)، إضافةً إلى 6.3 ملايين وفاة مرتبطة بالإيدز بحلول عام 2030 في حال استمرار الانخفاض الحالي في التمويل.

وشدّد البرنامج على أن استعادة الدعم تمثّل ضرورة حتمية، لدوره المحوري في توفير: فحوصات الكشف عن الفيروس، والعلاج الوقائي قبل التعرّض (PrEP)، والعلاج المضاد للفيروسات القهقرية (ART)، حيث تُعد هذه التدخلات حاسمة في الحد من الإصابات الجديدة وخفض معدلات الوفيات المرتبطة بالمرض.

لمرضى الإيدز.. كيف تتخطى زيادة الوزن الناتجة عن العلاج؟تحذير أممي من عدم استئناف الدعم

دواء جديد لمواجهة نقص المناعة البشري

في إطار الجهود المبذولة لمواجهة هذه الأزمة الصحية، بادرت شركة "جيلياد ساينسز" بالتعاون مع الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا إلى وضع خطة طارئة لتوفير دواء "ليناكابافير" (Lenacapavir) -وهو أحدث العلاجات الوقائية من فيروس نقص المناعة البشري (HIV)- كمحاولة لسدّ الفراغ الناجم عن انسحاب الدعم الأمريكي، مع إعطاء الأولوية للدول منخفضة الدخل التي تعاني من نقص حاد في الموارد الطبية.