ركوب الدراجات النارية يعزز التركيز ويعالج التوتر.. دراسة تكشف تأثيرات مذهلة
لم تعد قيادة الدراجات النارية مجرد هواية لعشاق المغامرة، بل أصبحت وسيلة فعالة لتحسين الصحة النفسية وتعزيز التركيز، هذا ما كشفته دراسة جديدة أجريت في Semel Institute for Neuroscience and Human Behavior التابع لجامعة UCLA، حيث أوضحت أن ركوب الدراجة النارية له تأثيرات إيجابية واضحة على التركيز وتقليل مستويات التوتر.
تصميم الدراسة واختباراتها
أجريت الدراسة على 42 راكب دراجة نارية متمرس، حيث قاموا بجولة مدتها 22 دقيقة على طرق عادية، بينما خضعوا لقياسات دقيقة لنشاط الدماغ ومستويات بعض الهرمونات المرتبطة بالتوتر والانتباه، كما تم أخذ عينات من اللعاب والبول قبل وأثناء وبعد ركوب الدراجة بالإضافة إلى اختبارات مماثلة أجريت بعد قيادة سيارة من طراز Lexus NX200 وفترات من الراحة التامة.
ركوب الدراجات النارية يعزز التركيز ويعالج التوتر
تعزيز مكانة "الدراجة النارية" كوسيلة صحية
توصل الباحثون إلى أن قيادة الدراجة النارية تزيد من معدل ضربات القلب بنسبة 11% ومستويات الأدرينالين بنسبة 27% وهو ما يشبه تأثير التمارين الخفيفة، كما لوحظ انخفاض ملحوظ في هرمون الكورتيزول، المعروف بـ"هرمون التوتر"، بنسبة تصل إلى 28%.
أما من الناحية النفسية، فقد أفاد المشاركون بشعور فوري بالانتباه والتركيز يُضاهي تناول فنجان من القهوة بالإضافة إلى حالة ذهنية هادئة تشبه ممارسة التأمل.
في المقابل، كانت تأثيرات قيادة السيارة أقل وضوحاً؛ إذ سجل المشاركون زيادة طفيفة بنسبة 7% في معدل ضربات القلب دون تغيرات تُذكر في مستويات الأدرينالين أو الكورتيزول.
بيئة واقعية تمنح نتائج دقيقة
قال دون فون، عالم الأعصاب الذي قاد فريق البحث، إن الاختلافات في الاستجابات العصبية والفسيولوجية للمشاركين بين ركوب الدراجة والأنشطة الأخرى كانت واضحة جداً، مما يدل على أن هذه الوسيلة قد تكون فعالة في تخفيف التوترات اليومية.
أما زميله مارك كوهين، فأشار إلى أهمية أن تكون الدراسة قد أُجريت في ظروف واقعية على الطريق المفتوح، وليس داخل المختبر، مضيفاً أن النتائج تُعزز فهمنا للعلاقة بين النشاط البدني والاستجابات العصبية والهرمونية في سياق الحياة اليومية.
ركوب الدراجات النارية قد تكون فعالة في تخفيف التوترات اليومية
وجهة نظر الشركة المشاركة في الدراسة
عقّبت هيذر مالينشيك، المتحدثة باسم شركة Harley Davidson، المشاركة في الدراسة، قائلة: "ما توصّل إليه الدكتور "فون" وفريقه يؤكد ما شعر به ركابنا منذ أكثر من قرن، هناك شعور بالحيوية وتجربة حسية مميزة تنبع من حرية الطريق، نأمل أن تلهم هذه النتائج الجيل القادم لتجربة فوائد ركوب الدراجات النارية".
