في الساعات الأولى بعد الولادة يخضع الأطفال لعدة فحوصات وإجراءات طبية روتينية تهدف للتأكد من صحتهم وسلامة نموهم، ومن بين هذه الإجراءات تبرز أهمية حقنة فيتامين K، التي تُعطى للرضع قبل مغادرتهم المستشفى للوقاية من حالة نزيف نادرة وخطيرة تُعرف باسم نزيف نقص فيتامين K "VKDB".
فيتامين K هو فيتامين قابل للذوبان في الدهون ويؤدي دوراً حيوياً في عملية تجلط الدم، على عكس باقي الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون لا يتم تخزين كميات كبيرة منه في الجسم، ونحصل على فيتامين K أساساً من الخضراوات الورقية الخضراء وبعض الأطعمة الحيوانية بالإضافة إلى كميات ضئيلة تُنتجها البكتيريا النافعة في الأمعاء.
ما هو فيتامين K؟
حديثو الولادة يُولدون بمستويات منخفضة جداً من فيتامين K لأن كمية قليلة فقط منه تمر عبر المشيمة، كما أن أمعاء الطفل لا تحتوي بعد على البكتيريا التي تساعد على إنتاجه، حتى الرضاعة الطبيعية لا توفر ما يكفي من هذا الفيتامين ما يجعل المواليد الجدد معرضين لخطر النزيف الداخلي خاصة في الدماغ أو الجهاز الهضمي.
مرض النزيف عند حديثي الولادة "VKDB" يمكن أن يحدث في الأيام الأولى بعد الولادة وحتى عمر 6 أشهر، وقد لا تظهر أعراض واضحة على الطفل لكن في بعض الحالات يُلاحظ وجود دم في البول أو البراز أو نزيف حول السرة أو الأنف أو كدمات في الرأس والوجه، وفي الحالات الشديدة قد يؤدي إلى تلف دائم في الدماغ أو حتى الوفاة.
يوضح الدكتور ميكا ريزنيك؛ طبيب الأطفال في TriHealth وعضو مجلس المراجعة الطبية لموقع What to Expect، أن جميع الأطفال معرضون لخطر النزيف لأنهم لا يُولدون بكمية كافية من فيتامين K.
كما تؤكد Centers for Disease Control and Prevention (CDC) أن الأطفال الذين لا يتلقون الحقنة أكثر عرضة بـ81 مرة للإصابة بـVKDB مقارنةً بأقرانهم الذين يحصلون عليها.
أهمية حقنة فيتامين k بعد الولادة
الآثار الجانبية للحقنة نادرة وتشبه تلك المصاحبة لأي حقنة أخرى مثل التورم أو الاحمرار في موقع الحقن، فيما تحتوي الحقنة على مادة حافظة تُدعى benzyl alcohol بكميات صغيرة جداً تُعتبر آمنة حتى للأطفال الخدج.
كما أوضحت American Academy of Pediatrics (AAP) أنه لا توجد علاقة بين حقنة فيتامين K وأي نوع من أنواع السرطان.
الآثار الجانبية لحقنة فيتامين k
في بعض الدول يُستخدم فيتامين K الفموي كبديل إلا أن الدراسات أثبتت أنه أقل فاعلية إذ ترتفع معه احتمالية الإصابة بـVKDB مقارنة بالحقن العضلي، وتجدر الإشارة إلى أن النظام الغذائي للأم أو تناولها لـ مكملات الغذائية لا يرفع مستويات فيتامين K في حليب الثدي بشكل كافٍ لحماية الرضيع.