هل يرتبط عسر الحساب بمستوى ذكاء الطفل؟ أحدث الطرق العلاجية والتكيفية

يعد عُسر الحساب (Dyscalculia) أحد الاضطرابات التعلمية التي قد ترافق الفرد طوال حياته، لا سيما في حال عدم التدخل العلاجي أو اعتماد آليات تكيفية مناسبة، وتختلف طبيعة التحديات المرتبطة بهذا الاضطراب باختلاف المرحلة العمرية، حيث تتباين مظاهره وآثاره بين الأطفال وصغار السن مقارنةً بالمراهقين والبالغين.

وفي السطور التالية تستعرض بوابة صحة أبرز النصائح والاستراتيجيات التي يمكن تطبيقها للتعامل مع عُسر الحساب، بما يُسهم في تحسين جودة الحياة للأطفال والأفراد المتأثرين به.

هل يمكن علاج عُسر الحساب؟

أعراض عُسر الحساب في مرحلة ما قبل المدرسةهل يمكن علاج عُسر الحساب؟

نعم، يمكن تحسين حالة عُسر الحساب بشكل كبير عند الأطفال وصغار السن، حيث تكون أدمغتهم في مرحلة النمو والتطور، ما يسمح ببناء مسارات عصبية جديدة وتعزيز المهارات الحسابية الأساسية، حيث تعد البرامج التعليمية الفردية والتدخلات المبكرة فعالة بشكل ملحوظ في هذه المرحلة العمرية، وفقاً لموقع Cleveland Clinic.

أما بالنسبة للبالغين، فعادةً ما يتم التركيز على استراتيجيات التكيف والتعويض، حيث يصعب إعادة تشكيل المسارات العصبية بعد اكتمال نمو الدماغ.

نصائح لمساعدة الأطفال المصابين بعُسر الحساب

يمكن للأهل اتباع هذه الإرشادات العملية لدعم طفلهم في التغلب على صعوبات عُسر الحساب:

1-الاستعانة بالمختصين

-استشارة أخصائيي صعوبات التعلم لتقييم الحالة بدقة

-التواصل مع معالجين تربويين لوضع خطة تعليمية فردية

-المتابعة مع طبيب أعصاب عند الحاجة لاستبعاد الأسباب العضوية

2-استخدام أساليب تعليمية مبتكرة

-دمج الألعاب التعليمية في عملية التعلم (مكعبات الأرقام، ألعاب العد)

-الاستفادة من الأناشيد والمواد السمعية لتعزيز الذاكرة الحسابية

-توظيف الوسائل البصرية مثل الرسوم البيانية والصور التوضيحية

3-توفير الدعم النفسي

-التحلي بالصبر وتفهم الصعوبات التي يواجهها الطفل

-تجنب الانفعال أو التوبيخ عند الأخطاء

-التركيز على الجوانب الإيجابية وتعزيز الثقة بالنفس

4-نظام التحفيز والتشجيع

-وضع نظام مكافآت عند تحقيق تقدم (مثل جدول نجوم)

-الاحتفال بالإنجازات الصغيرة لتعزيز الدافعية

-الربط بين التقدم في الرياضيات وأنشطة محببة للطفل

أعراض عُسر الحساب في مرحلة ما قبل المدرسةنصائح لمساعدة الأطفال المصابين بعُسر الحساب

هل يرتبط عُسر الحساب بمستوى الذكاء لدى الطفل؟

عُسر الحساب هو صعوبة محددة في معالجة الأرقام والعمليات الحسابية، ولا يعكس بالضرورة القدرات المعرفية العامة للطفل، حيث قد يرافق بعض حالات الإعاقة الذهنية، لكنه ليس سبباً لها، فكثير من المصابين يتميزون بإبداع لافت في المجالات الفنية أو اللفظية، لذا من المهم تفهم أن هذه الصعوبة الحسابية لا تعني قصوراً في الذكاء، بل هي مجرد تحدٍ تعليمي يحتاج إلى أساليب تدريس مناسبة ودعم نفسي كافٍ.

كيف يمكن التعامل مع عُسر الحساب لدى البالغين؟

في معظم الحالات، لا يُمكن علاج عُسر الحساب لدى البالغين، خاصةً إذا كان ناتجاً عن اضطراب تعلمي عصبي، حيث تكون الصعوبات في معالجة الأرقام والعمليات الحسابية مُتأصلة في بنية الدماغ، ومع ذلك، توجد استثناءات محدودة، مثل حالات عُسر الحساب المكتسب الناجم عن إصابات دماغية أو أمراض تؤثر على المناطق المسؤولة عن المعالجة الحسابية، حيث قد يُساعد التدخل الطبي أو التأهيلي في تحسين الوظيفة المتضررة.

أعراض عُسر الحساب في مرحلة ما قبل المدرسةكيف يمكن التعامل مع عُسر الحساب لدى البالغين؟

أما بالنسبة لعُسر الحساب التطوري (اضطراب التعلم)، فغالباً ما تكون خيارات العلاج المباشر محدودة بسبب اكتمال نمو الدماغ، ما يُقلل من فعالية البرامج التعليمية المُخصصة للأطفال. لذا، يركّز المختصون على استراتيجيات التكيف، مثل:

-استخدام الأدوات المساعدة (آلات حاسبة، تطبيقات ذكية).

-تبسيط المهام الحسابية عبر تقسيمها إلى خطوات أصغر.

-الاعتماد على الوسائل البصرية أو الحسية لتعزيز الفهم.

-التوجيه المهني لتجنب المهن التي تتطلب مهارات حسابية مكثفة.