دراسة صادمة: العلاج الهرموني لا يحمي من اكتئاب سن اليأس المبكر

كشفت دراسة جديدة أن بعض النساء اللواتي يمررن بانقطاع الطمث المبكر يواجهن خطراً أعلى للإصابة بالاكتئاب مقارنة بغيرهن، وقد نُشرت نتائج هذه الدراسة في مجلة Menopause، مشيرة إلى عوامل محددة تزيد من هذا الخطر لدى فئة معينة من النساء.

ويحدث انقطاع الطمث المبكر عندما تتوقف المبايض عن العمل بشكل طبيعي قبل بلوغ المرأة سن الأربعين وهو ما يطال نحو 3 من كل 100 امرأة وفقاً لما ذكرته The Menopause Society، وترتبط هذه الحالة بزيادة تتجاوز 3 أضعاف في خطر الإصابة بالاكتئاب، كما تقترن بارتفاع يقارب 5 أضعاف في احتمالات القلق.

عوامل تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب

ما العلاقة بين مضادات الاكتئاب والتدهور المعرفي؟عوامل تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب

بحسب الدراسة فإن النساء يكنّ أكثر عرضة للاكتئاب في حال واجهن انقطاع الطمث المبكر في سن مبكرة جداً أو إذا كانت الحالة ناتجة عن أسباب وراثية، كذلك ارتبطت الأعراض الحادة لانقطاع الطمث بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب خصوصاً عند النساء اللواتي يفتقدن إلى الدعم النفسي أو يشعرن بالحزن بسبب فقدان الخصوبة.

وأشارت النتائج إلى أن استخدام العلاج الهرموني رغم مساهمته في تخفيف بعض الأعراض الجسدية لانقطاع الطمث لم يكن له تأثير واضح في تقليل احتمالات الاكتئاب، هذا الاكتشاف دفع الباحثين إلى التأكيد على أهمية العوامل النفسية والاجتماعية.

وقالت جيراني يسكوت، الباحثة الرئيسية في الدراسة من مركز Erasmus MC في روتردام بهولندا: "تشير هذه النتائج إلى أن العوامل النفسية والاجتماعية تلعب دوراً حاسماً، ويجب أن تركز التدخلات النفسية على هذه العوامل لتلبي الاحتياجات الفريدة لهذه الفئة من النساء".

الهبات الساخنة ليست مؤشراً للاكتئاب

رغم أن الأعراض الشديدة لانقطاع الطمث ارتبطت بزيادة خطر الاكتئاب بشكل عام فإن واحدة من أكثر الأعراض شيوعاً - الهبات الساخنة- لم تُظهر أي علاقة واضحة بالاكتئاب وفقاً لما توصلت إليه الدراسة.

كيف يؤثر توقيت انقطاع الطمث على صحة القلب؟الأعراض الشديدة لانقطاع الطمث ارتبطت بزيادة خطر الاكتئاب

دعوة إلى الفحص الروتيني والدعم النفسي

وفي تعليقها على نتائج الدراسة، قالت الدكتورة مونيكا كريسماس، المدير الطبي المساعد في The Menopause Society: "إن الانتشار المرتفع لأعراض الاكتئاب لدى النساء المصابات بانقطاع الطمث المبكر يسلط الضوء على أهمية الفحص الروتيني لهذه الفئة الضعيفة".

وأضافت "كريسماس" التي لم تشارك في إعداد الدراسة أن العلاج الهرموني يُعد الرعاية القياسية لإدارة بعض الأعراض المرتبطة بانقطاع الطمث المبكر والوقاية لكنه لا يُعد الخيار الأول لعلاج اضطرابات المزاج، مؤكدة ما أظهرته النتائج من عدم وجود فرق في أعراض الاكتئاب بين النساء اللواتي يستخدمن العلاج الهرموني وتلك اللواتي لا يستخدمنه.

ويأمل الباحثون أن تساهم دراسات مستقبلية في فهم العلاقة بين الاكتئاب وانقطاع الطمث المبكر بشكل أدق، كما أنهم يدعون إلى تطوير استراتيجيات دعم نفسي متخصصة تساعد في حماية هذه الفئة من النساء من الوقوع في اضطرابات مزاجية حادة.