من دون أدوية.. كيف تجعل جسمك يحرق دهون الكبد تلقائيا؟

يُعد اكتساب الوزن أحد العوامل الرئيسية في تراكم الدهون في الكبد إذ أظهرت دراسة نشرتها The Lancet أن ما يقرب من 75% من البالغين في الولايات المتحدة الذين تبلغ أعمارهم 25 عاماً فأكثر يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، ورغم ذلك فإن أقل من 5% من المصابين بمرض الكبد الدهني يدركون إصابتهم ويرجع ذلك إلى أن الأعراض غالباً ما تكون غير واضحة إضافة إلى قلة التشخيص.

تطور مرض الكبد الدهني

يتطور مرض الكبد الدهني ببطء بسبب تراكم الدهون والجلوكوز الزائدين في الدم سواء كان ذلك بسبب النظام الغذائي غير الصحي أو قلة النشاط أو التوتر أو العدوى، حيث يؤدي هذا إلى إرهاق الكبد وتخزين المغذيات الزائدة على شكل دهون.

مرض الكبد الدهنييتطور مرض الكبد الدهني ببطئ بسبب تراكم الدهون في الدم

ويمكن أن تساعد التمارين في استعادة التوازن من خلال تحفيز العضلات التي تُعد أكبر مستهلك للجلوكوز في الجسم، النشاط البدني يشجع الكبد على حرق الدهون وتحويلها إلى طاقة للعضلات كما يعزز معدل الأيض ويحسن صحة القلب والأوعية الدموية.

ويقول الأستاذ في علم الأحياء الخلوي وعلم وظائف الأعضاء في المركز الطبي لجامعة كانساس، جون ثايفولت: "يمكنك اعتبار العضلات كمحرك في سيارة، إذا لم يكن يعمل فلن يستهلك الجلوكوز مما يؤدي إلى تراكمه في الجسم".

تأثير التمارين على مقاومة الإنسولين

مع مرور الوقت يمكن أن يؤدي تراكم الجلوكوز إلى مقاومة الإنسولين، حيث يتوقف الجسم عن تخزين الجلوكوز الزائد، مما يؤدي إلى ارتفاع خطير في نسبة السكر في الدم، يرتبط ذلك بالعديد من المشكلات الصحية مثل تلف الأعصاب والسكري وأمراض الكبد.

ويضيف "ثايفولت": "لا شك في أن ضعف حساسية الإنسولين هو السبب الرئيسي في تخزين الدهون في الكبد، لكن يمكنك تحسين ذلك بشكل ملحوظ من خلال ممارسة التمارين لمدة 3 إلى 7 أيام فقط".

وتؤكد راي كيم، رئيسة American Association for the Study of Liver Diseases، أن تأثير التمارين كبير حتى لو لم يتم تغيير نمط الحياة بالكامل، مضيفةً: "لو كان المرضى يذهبون إلى الصالات الرياضية بانتظام لما احتاجوا إلى زيارتي".

أي نوع من التمارين أفضل لمقاومة الإنسولين؟

تختلف أنواع التمارين في تأثيرها فمثلاً التمارين الهوائية مثل الجري تساعد على حرق الدهون وتقليل تخزينها في الكبد، بينما تمارين المقاومة مثل رفع الأثقال تعزز الكتلة العضلية وتحسن التمثيل الغذائي، وفقاً لما ذكره روبرت لوفكين في كتابه Lies I Taught in Medical School.

مرض الكبد الدهنيالتمارين الهوائية كالجري تساعد على حرق الدهون وتقليل تخزينها في الكبد

ولكن الأهم من نوع التمرين هو الاستمرار فيه، حيث تقول أناستازيا-ستيفانيا أليكسوبولوس، الأستاذة المساعدة في كلية الطب بجامعة ديوك: "أظهرت الدراسات أن ممارسة التمارين لمدة 30 إلى 60 دقيقة يومياً، ثلاث مرات أسبوعياً، على مدى 12 أسبوعاً، يمكن أن تقلل من دهون الكبد، الهدف الأهم هو تجنب الخمول".

وتشير أبحاث The American Association of Clinical Endocrinology إلى أن الأشخاص الذين أضافوا بعض الجري إلى المشي السريع لم يفقدوا دهوناً في الكبد أكثر من أولئك الذين مشوا بسرعة فقط، حيث أن فقدان الوزن ليس الهدف الأساسي من التمارين بل تحسين الصحة العامة، فالتمارين يمكن أن تقلل من الدهون في الكبد حتى لو لم يتغير وزن الجسم.

أهمية الاستمرار والالتزام

ينصح الخبراء بتناول المزيد من البروتين للحد من فقدان العضلات المصاحب لخسارة الوزن كما يوصون بممارسة التمارين مع الأصدقاء لضمان الالتزام، مجرد معرفة أن شخصاً ما ينتظرك لممارسة التمارين قد يكون دافعاً قوياً للاستمرار.