انقطاع الطمث والذئبة.. كيف يؤثر أحدهما على الآخر؟

يمكن أن يؤثر انقطاع الطمث على المصابات بالذئبة بطرق مختلفة؛ فبينما قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض لدى البعض قد يساعد البعض الآخر على تقليلها، فقد تمر المصابات بالذئبة بانقطاع الطمث في وقت أبكر من المتوقع، بسبب التغيرات الهرمونية أو تأثير العلاجات المستخدمة للمرض.

الذئبة وزيادة خطر انقطاع الطمث المبكر

تُعد الذئبة من الأمراض المناعية الذاتية التي تسبب التهاباً مزمناً وتلفاً في الأنسجة، ما قد يؤثر سلباً على وظائف المبيض بمرور الوقت، ووفقاً لدراسة نُشرت عام 2024 في Systemic Lupus Erythematosus (SLE) فإن مرض الذئبة قد يزيد خطر الإصابة بقصور المبيض الأولي، وهي حالة تتوقف فيها المبايض عن العمل بشكل طبيعي قبل سن الأربعين.

انقطاع الطمث مرض الذئبة قد يزيد خطر الإصابة بقصور المبيض الأولي

تلعب العلاجات المثبطة للمناعة مثل Cyclophosphamide دوراً في التأثير على وظائف المبيض مما قد يؤدي إلى انقطاع الطمث المبكر، وأكدت دراسة أُجريت عام 2020 على وجود علاقة بين هذا الدواء وانقطاع الطمث المبكر، ما يزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام خاصةً أن الذئبة نفسها قد تؤثر على صحة العظام.

العلاج الهرموني وتأثيره على الذئبة

يُستخدم العلاج بالهرمونات البديلة (Hormone Replacement Therapy - HRT) لتخفيف أعراض انقطاع الطمث لكنه قد يؤدي إلى تفاقم أعراض الذئبة لدى بعض المرضى، السبب الرئيسي لذلك هو أن الإستروجين الذي ينخفض بشكل كبير خلال هذه المرحلة يلعب دوراً في تنظيم الجهاز المناعي وعند انخفاضه قد تحدث نوبات الذئبة.

تأثير العلاج الهرموني على صحة القلب العلاج الهرموني قد يؤدي إلى تفاقم أعراض الذئب

كما أن بعض الأعراض المصاحبة لانقطاع الطمث مثل آلام المفاصل والتعب والتشوش الذهني قد تتداخل مع أعراض الذئبة ما قد يجعل الحالتين تبدوان أكثر حدة، لهذا السبب يحرص الأطباء على تقييم التاريخ المرضي وشدة الأعراض قبل وصف العلاج الهرموني للمصابات بالذئبة.

متى يكون العلاج الهرموني مفيداً لمرضى الذئبة؟

رغم المخاطر المحتملة إلا أن العلاج الهرموني قد يكون مفيداً لبعض المريضات خاصةً في الحالات التي تكون فيها أعراض الذئبة مستقرة، في هذه الحالة يمكن أن يساعد العلاج في التخفيف من أعراض انقطاع الطمث مثل الهبات الساخنة وجفاف المهبل.

تشير الأبحاث إلى أن HRT قد يكون مفيداً بشكل خاص في حماية المريضات من فقدان كثافة العظام، وهو أمر بالغ الأهمية للمصابات بالذئبة لأنهن أكثر عرضة للإصابة بـ هشاشة العظام، ومع ذلك يجب على المصابات مناقشة الخيارات مع الطبيب لتحديد ما إذا كان العلاج الهرموني هو الخيار الأمثل لحالتهن.

أهمية المتابعة الطبية

تحتاج مريضات الذئبة اللاتي يمرن بمرحلة انقطاع الطمث إلى رعاية طبية مخصصة، حيث يمكن أن يساعد أخصائيو الرعاية الصحية على:

الحمل بعد انقطاع الطمثمراقبة نوبات الذئبة أثناء انقطاع الطمث

مراقبة نوبات الذئبة أثناء انقطاع الطمث.

تقديم توصيات بشأن نمط الحياة، مثل ممارسة التمارين الرياضية واتباع نظام غذائي غني بالعناصر الغذائية لدعم صحة العظام.

تعديل أدوية الذئبة حسب الحاجة.

تقييم فوائد ومخاطر العلاج الهرموني البديل (HRT).

تقديم الدعم النفسي لإدارة تأثيرات انقطاع الطمث على الصحة العقلية.

يعد التعاون المستمر مع فريق الرعاية الصحية أمراً ضرورياً لضمان تحقيق التوازن بين إدارة أعراض الذئبة والتعامل مع التغيرات الهرمونية التي ترافق انقطاع الطمث.