التكيف مع مرض السكري يتطلب اتباع نظام غذائي غني بالعناصر الأساسية القيمة يعتمد على حالة كل مريض؛ حيث تختلف الأنظمة الغذائية حسب نوع الإصابة إن كانت من النوع الأول أو النوع الثاني الذي يصيب – حسب الاتحاد الدولي لمرض السكري – أكثر من 90% من مرضى السكري حول العالم.
كشفت دراسة جديدة نُشرت في المجلة العلمية البريطانية "BMC Public Health"، أجريت على عينة من المصابين بالنوع الثاني من السكري في مراحل مختلفة، تتراوح أعمارهم بين 35 و65 عاماً، خلال 6 سنوات؛ عن ارتباط تناول كميات كبيرة من الأحماض الأمينية الغذائية بارتفاع معدل انتشار النوع الثاني.
وفي هذا الإطار، قالت أستاذة الطب الباطني بكلية الطب في جامعة ييل د. ميراي سيرلي، إن الأحماض الأمينية – خاصةً المتفرعة السلسلة "BCAAs" – تلعب دوراً في تطور مقاومة الإنسولين إلى مرض السكري من النوع الثاني، وهي تتوافر بكثرة في الألبان واللحوم الحمراء والدواجن.
وللحصول على فوائد الأحماض الأمينية دون الإضرار بالصحة، أوصت "إلين ليسكوف" اختصاصية الرعاية بمرض السكري المعتمدة في مستشفى ييل نيو هافن بالولايات المتحدة، بإدراج الأسماك والمكسرات والبقوليات في النظام الغذائي لمرضى السكري من النوع الثاني أكثر من اللحوم – خاصةً الحمراء – والحرص على تناول منتجات الألبان باعتدال، وتجنب مكملات الأحماض الأمينية، بالإضافة إلى تناول ما يكفي من الأطعمة الغنية بالبروتين للحصول على جميع الأحماض الأمينية الأساسية.
ومن جانبها، أشارت "شيري فيتيل" اختصاصية التغذية المسجلة في معهد التغذية التكاملية بالولايات المتحدة، إلى ضرورة اللجوء للبدائل النباتية عوضاً عن اللحوم ومنتجات الألبان، موضحةً أن الفواكه والخضراوات تقلل خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان، وتُحسِّن صحة الجهاز الهضمي، وتدعم توازن الهرمونات، وتساهم في إزالة السموم من الجسم، نقلاً عن "The beet".
وأضافت "فيتيل" أن النظام الغذائي الغني بالأطعمة النباتية يعزز التنوع الميكروبي -مجموعة من البكتيريا النافعة التي تعيش في الأمعاء، وتعزز الجهاز الهضمي- في الأمعاء، ما يدعم المناعة ويحافظ على وزن مثالي، لافتةً إلى أن الذين يتناولون أكثر من 30 نوعاً مختلفاً من النباتات أسبوعياً لديهم ميكروبيوم أمعاء أكثر تنوعاً بكثير من أولئك الذين يتناولون 10 أنواع مختلفة من النباتات أو أقل.
كما تؤثر الأنظمة الغذائية النباتية في الصحة العقلية والعاطفية، وقد تُساعِد على تقليل التهابات الدماغ، ويمكن أن تؤثر في الناقلات العصبية – وهي مواد كيميائية موجودة في منطقة الخلايا العصبية، مثل السيروتونين والدوبامين – التي تنظم الحالة المزاجية. إضافةً إلى ذلك، تمنح الأطعمة النباتية – مثل فول الصويا والكاجو واللوز – الجسم ما يحتاجه من البروتين دون أي آثار سلبية على الصحة.