محاولة فقدان الوزن ليس أمراً سهلاً لمن يعانون السمنة؛ فالبعض يُخفِقون في اتباع أنظمة إنقاص الوزن، ولا يمكنهم اتباع تعليمات الطبيب باستمرار، فتصبح الجراحات الحديثة، مثل تحويل الاثنى عشر، إجراءً لا بد منه للسيطرة على زيادة الوزن والحفاظ على الصحة.
تعتبر جراحة تحويل الاثنى عشر آمنة وفعالة للمرضى الذين لديهم وزن زائد عن الطبيعي، بما يتراوح بين 36-45 كجم، وفق ما ذكرته جامعة "أوريغون" للصحة والعلوم.
الجراحة تُجرَى على خطوتين تستهدفان المعدة والأمعاء الدقيقة باستخدام المنظار؛ لكي تكون الجروح أصغر، فتتعافى أسرع من الطريقة التقليدية.
تنطوي الخطوة الأولى على تكميم المعدة؛ فالأطباء يزيلون 60-70% من المعدة لتصبح بحجم وشكل الموزة تقريباً، ثم يربطون المعدة المُعدَّلة بجزء من الأمعاء الدقيقة؛ لكي يقضي الطعام وقتاً أقل داخلها دون إزالة أي جزء من الأمعاء؛ فهذا الربط يساعد على هضم سلس.
يُوصَى بإجراء جراحة تحويل الاثنى عشر للذين لديهم مؤشر كتلة جسم يساوي 50 أو أكثر. وهذا المؤشر عبارة عن أداة لتحديد مستوى الدهون من خلال قسمة وزن الشخص بالكيلوجرام على طوله بالمتر مربع.
ووفقاً لما ذكره موقع "هيلث لاين" فإن الذين لديهم مؤشر كتلة جسم 40 أو أكثر يمكنهم الخضوع للجراحة إذا كانوا يعانون من السكري من النوع 2 أو ارتفاع ضغط الدم، إضافة إلى توقف التنفس أثناء النوم، وزيادة الدهون، وإذا كانوا مصابين بأمراض في القلب أو الرئة أو مرض الكبد الدهني غير الكحولي.
بينما تقلل جراحة تحويل الاثنى عشر من كميات الطعام التي يتناولها المصاب بالسمنة، فإن آثارها الجانبية لا يمكن التغافل عنها، ومنها خفض امتصاص الجسم للعناصر الغذائية المهمة، والإصابة بسوء التغذية.
كما أن الخاضعين للجراحة أكثر عرضةً لنقص الكالسيوم والحديد وفيتامين "أ" وفيتامين "ب1" الذي يُطلَق عليه "الثيامين"، إضافة إلى فيتامينات "د" و"هـ"، و"ك". ونقصها على المدى الطويل يسبب فقر الدم وحصوات الكلى وهشاشة العظام.
ربما تحدث مضاعفات أكبر عند إجراء تحويل الاثنى عشر، تتمثل في الإصابة بسوء تغذية البروتين والطاقة، وفي حالة عدم علاجها في الوقت المناسب، يمكن أن تتطور إلى حالات تهدد الحياة والمعاناة من مرض "كواشيوركور"؛ أي سوء تغذية البروتين والطاقة.
ومن المخاطر التي تحملها العملية، مثل الجراحات الأخرى، الفتق، وجلطات الدم، والنزيف الداخلي.
قبل إجراء الجراحة بـ3 أسابيع، في الغالب سيُوصِي الأطباءُ المرضى بإجراء فحص الدم والأشعة السينية، واختبار تخطيط كهربية القلب.
كما أنه قبل العملية الجراحية بأسبوعين، من المحتمل اتباع نظام غذائي يركز على البروتين السائل، إضافةً إلى التوقف عن تناول أي أدوية دون وصفة طبية قد تسبب زيادة النزيف، مثل الأسبرين والإيبوبروفين.
ومن النصائح التي قد يقدمها الطبيب المشرف على الجراحة، تجنب الأكل والشرب لمدة 12 ساعة على الأقل قبل الجراحة.
وفق ما ذكره موقع "هيلث لاين"، فإن العودة إلى العمل والأنشطة اليومية تستغرق أسبوعين إلى 4 أسابيع، وقد تصل إلى 6 أسابيع بعد الجراحة.
كما عليك اتباع نظام غذائي يعتمد على السوائل في أول أسبوعين بعد الجراحة، ثم إضافة الأطعمة اللينة بعد ذلك. أما الأطعمة الصلبة فيمكن تناولها بحلول نهاية الأسبوع الرابع.
وللحفاظ على نتائج الجراحة وتجنُّب المضاعفات، يمكن تناول وجبات صغيرة غنية بالبروتين، إضافة إلى الحبوب الكاملة والخضراوات والفاكهة والأطعمة التي تحتوي على أحماض "أوميجا 3" الدهنية للشعور بالشبع لأطول فترة.