كشفت دراسة حديثة نُشرت في Social Science & Medicine أن شعورك تجاه وزنك قد يكون موروثاً من جيناتك وليس فقط نتيجة معايير المجتمع أو الثقافة المحيطة بك، ويشير الباحثون إلى أن إدراك الشخص لوزنه قد يتأثر بعوامل وراثية تحدد كيف يقيّم جسمه بغض النظر عن المقاييس الموضوعية مثل مؤشر كتلة الجسم (BMI).
إدراك الشخص لوزنه قد يتأثر بعوامل وراثية
لطالما كان مؤشر كتلة الجسم المعيار الأكثر شيوعًا لتحديد ما إذا كان الشخص يعاني من زيادة الوزن، لكن هذا المقياس تعرض لانتقادات واسعة إذ تختلف معايير الوزن المثالي من ثقافة إلى أخرى، الدراسة الجديدة تشير إلى أن جزءاً من شعورك بالرضا أو القلق تجاه وزنك قد يكون مرتبطاً بالجينات التي ورثتها.
قاد فريق البحث روبي ويدو، طالب الدكتوراه في جامعة كولورادو، حيث قاموا بقياس مؤشر كتلة الجسم لأكثر من 20 ألف مشارك وسؤالهم عن شعورهم تجاه أوزانهم، وُجهت للمشاركين أسئلة متكررة منذ عام 1994 حيث طُلب منهم اختيار وصفهم لوزنهم: "نحيف جداً" و"نحيف قليلاً" و"وزن مناسب" و"بدين قليلاً" أو "بدين جداً".
ضمّت الدراسة أكثر من 700 توأم ما أتاح للباحثين مقارنة الإجابات بين أشخاص يملكون جينات متطابقة أو متشابهة، وأظهرت النتائج أن إدراك الوزن كان وراثياً بنسبة 0.47 على مقياس من 0 إلى 1 وهي نسبة مهمة وإن لم تكن كاملة، اللافت أن التأثير الوراثي كان أقوى لدى النساء مقارنة بالرجال.
الجينات والصحة النفسية
قال "ويدو": "تقدم تقديرات الوراثة هذه أول دليل على أن هوية الوزن قد تكون لها جذور جينية"، موضحاً أن إدراك الشخص لصحته يُعد مؤشراً قوياً للتنبؤ بطول العمر وقد يفوق في دقته المقاييس الطبية الأخرى.
يقول الباحث المشارك جيسون بوردمان: "إدراك الشخص لصحة جسده هو معيار ذهبي للتنبؤ بصحته المستقبلية"، مضيفاً أن الأشخاص الذين لا يملكون مرونة في تقييم حالتهم الصحية مع مرور الوقت قد يكونون أقل حافزاً لاتخاذ خطوات لتحسين صحتهم والحفاظ عليها.