تشير دراسة جديدة نُشرت في مجلة Global Environmental Change إلى أن وجود الأشجار في الأحياء السكنية قد يمنح طلاب المدن دفعة ذهنية تساعدهم على تحقيق نتائج أفضل في الاختبارات، لكن هذه الفائدة قد تتراجع بشكل ملحوظ إذا تعرض الغطاء الشجري للتدهور.
شهد الباحثون انخفاضاً في نتائج اختبارات الطلاب بالتزامن مع انتشار حشرة غازية تُعرف باسم الرماد الزمردية في شيكاغو، والتي قضت على نحو نصف أشجار الرماد في المدينة بين عامي 2010 و2020، وتشكل هذه الأشجار حوالي 18% من الأشجار المزروعة على الأرصفة في شوارع شيكاغو.
وأوضح البروفيسور ألبرتو غارسيا، أستاذ الاقتصاد بجامعة يوتا، أن معدلات الطلاب الذين حققوا أو تجاوزوا المعايير في الاختبارات المعيارية انخفضت بنسبة 1.2% في المناطق المتأثرة مقارنة بالمناطق المشابهة التي لم تتعرض للغزو، ورغم أن النسبة تبدو بسيطة فإنها تمثل تأثيراً واسع النطاق في مدينة تضم أكثر من 320 ألف طالب.
غزو حشرة الرماد الزمردية
اعتمد الباحثون في تحليلهم على بيانات اختبارات موحدة أُجريت لطلاب الصفوف من الثالث حتى الثامن في ولاية إلينوي بين عامي 2003 و2012 وهي الفترة التي شهدت وصول الحشرة إلى المنطقة، وأتاح توحيد الاختبارات على مستوى الولاية فرصة للحصول على بيانات متسقة عبر المدارس المختلفة.
أظهرت النتائج أن المدارس التي تضم عدداً أكبر من الطلاب ذوي الدخل المنخفض كانت أقل عرضة للإصابة بالغزو الحشري؛ لوجود أشجار أقل في هذه الأحياء، لكن المثير للانتباه أن الطلاب ذوي الدخل المنخفض في المدارس الموجودة بأحياء أكثر ثراءً ـحيث كانت الإصابات أكثر شيوعاًـ تأثروا بشكل أكبر بانخفاض الأداء الأكاديمي.
يعتقد الباحثون أن فقدان الغطاء الشجري قد يرفع درجات الحرارة في الشوارع ويزيد من تلوث الهواء ويحرم الأطفال من الفوائد النفسية للمساحات الخضراء، وأن بعض الطلاب قد لا يمتلكون الموارد التي تساعدهم على التعافي من آثار الظروف البيئية القاسية مثل الحرارة الشديدة أو الصداع الناتج عن التلوث على عكس زملائهم من الأسر الأكثر ثراءً.
فقدان الغطاء الشجري قد يرفع درجات الحرارة في الشوارع
خلص "غارسيا" إلى أن حماية المساحات الخضراء وزراعة الأشجار في المدن خاصة في الأحياء الفقيرة ليست مسألة جمالية فحسب بل يمكن أن تكون أداة مهمة لتحسين فرص التعليم وتقليل الفجوات الاجتماعية، مؤكداً أن غياب هذه المساحات قد يخلق فجوات تؤثر في مجالات حيوية من الحياة مثل التعليم.