تراكم الدهون في الجسم، وخاصةً بالمناطق العنيدة "دهون البطن"، يمنعنا من حلم الوصول إلى جسم مثالي رشيق؛ ما يجبر البعض على اللجوء إلى عمليات جراحية لإزالة الدهون، بعدما لم تُجْدِ الأنظمة الغذائية والرياضة نفعاً، ولكن بدلاً من التعرض لتدخل جراحي تتبعه العديد من المخاطر، توصَّل الأطباء إلى العديد من التقنيات الحديثة غير الجراحية التي تساهم في التخلص من الدهون.
في كل جسم يوجد عدد من الخلايا الدهنية لا يزيد أبداً طوال حياتنا؛ أي يبقى الرقم ثابتاً حتى لو زاد وزننا، ولكننا نبدو أثقل عندما نكتسب الوزن؛ لأن الخلايا الدهنية تزداد في الحجم مع زيادة الوزن؛ لذا تعمل التقنيات الحديثة على قتل الخلايا وإبقاء القليل منها، بحسب "جمعية الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية".
تشمل طرق إزالة الدهون غير الجراحية: "الحقن، والعلاج بالموجات فوق الصوتية، وتفتيت الدهون بالليزر، وتحلل الدهون بالتبريد".
هناك أجهزة صغيرة حديثة يسهل على طبيب الأمراض الجلدية حملها، ويُوضَع الجهاز على الجلد مباشرةً، ويعمل عن طريق إرسال موجات باردة أو حرارية أو صوتية مباشرةً إلى الخلايا الدهنية، دون التسبب في مشاكل للجلد أو الأعصاب. ويمكن لمثل هذه الأجهزة تدمير الخلايا الدهنية.
وبالنسبة إلى الدهون العنيدة، تُعَد تقنية الموجات فوق الصوتية هي الأمثل، ويتوقع أن يلاحظ المريض تغيرات واضحة في وقت مبكر؛ أي خلال الأسابيع الثلاثة الأولى، كما يرى معظم الأشخاص التأثير الكامل خلال فترة تتراوح بين 3 و6 أشهر.
تحتوي الحقن على حمض يشبه حمض الصفراء، وهي المادة التي تساعد أجسامنا على هضم الدهون. ويقوم الحمض الموجود في هذه الحقن بإذابة الخلايا الدهنية، وستلاحظ عادةً التأثير الكامل للحقن المستخدمة لعلاج دهون الذقن الزائدة بعد نحو 3 و4 أشهر. وقد وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على هذه الحقن لعلاج الذقن المزدوجة، وهي تدلِّي منطقة أسفل الذقن نتيجة تراكم الدهون.
وبعد الحصول على الحقن لعلاج الدهون الزائدة في الذقن، سيشعر بعض الأشخاص بتورم شديد لمدة تصل إلى أسبوعين، ومع ذلك، يمكنهم العودة إلى أنشطتهم العادية، وممارسة حياتهم دون أي مشاكل صحية.
وتتطلب إزالة الدهون غير الجراحية من خلال الحقن أكثر من جلسة علاج، وتتراوح مدة كل جلسة بين 30 و90 دقيقة، وقد تستغرق بعض الجلسات وقتاً أطول.
يعد تحلل الدهون بالتبريد من أشهر علاجات التخلص من الدهون غير الجراحية؛ حيث خضع أكثر من 17 مليون مريض حول العالم لهذا العلاج، بفضل قدرته على تقليل الدهون بنسبة تصل إلى 27% في المنطقة المعالجة خلال جلسة واحدة فقط، وفقاً لـ"The New York Times".
ويتم الأمر عندما يستخدم الطبيب المعالج جهازاً بتقنية التبريد، يعمل على تجميد الدهون؛ ما يؤدي إلى تدميرها خلال فترة قصيرة. وقد يحتاج المريض إلى جلستين علاجيتين ليرى النتائج بشكل ملحوظ، وفقاً لـ"1st Choice Health & Wellness".
وهو إجراء تجميلي آمن داخل العيادة؛ حيث تُسلَّط طاقة الليزر على الجزء المرجو؛ لتسخين الخلايا الدهنية وإزالتها، ويُعد مثالياً بشكل كبير لتقليص مناطق مختلفة من الجسم، مثل البطن والظهر والرقبة والمؤخرة والفخذين والجزء العلوي من الذراعين، ولكن تحلل الدهون بالليزر ليس مناسباً للحوامل أو اللاتي يرغبن في الحمل.
ورغم أن كل حالة تحتاج إلى عدد مختلف من الجلسات العلاجية، فإن المرضى يحتاجون إلى جلسة أو اثنين لكل جزء من أجزاء الجسم في المتوسط.