هل تساءلت يوماً عن الأسباب الخفية وراء بعض السلوكيات الانحرافية؟ بينما يُرجِع الكثيرون هذه الممارسات إلى عوامل تربوية أو اجتماعية، تُكشف الدراسات الطبية عن سببٍ أكثر تعقيداً وهو أورام الدماغ.
أوضحت الدراسات أنه يمكن للضغط الناتج عن هذه الأورام على مناطق حساسة في المخ، خاصة تلك المسؤولة عن التحكم في المشاعر والسلوك، أن يُحدث تغيرات جذرية في الشخصية، تظهر في صورة تصرفات غير مألوفة أو غير مقبولة اجتماعياً، فكيف يؤثر المرض العضوي على القرارات الأخلاقية؟ وما حدود المسؤولية الشخصية عندما يتدخل العامل البيولوجي؟
تُسبب أورام المخ تغيرات في شخصية البعض، ويرجع ذلك إلى أن الدماغ يتحكم في كل جوانب هوية الإنسان، مثل طريقة التفكير والمشاعر، ولكن ليس كل شخص مصاباً بورمٍ في المخ سيعاني من تغيرات في الشخصية، بحسب جمعية أورام المخ البريطانية.
هل أورام المخ تؤثر على سلوكيات الشخص؟
تشمل التغيرات السلوكية المرتبطة بأورام المخ، ما يلي:
-الانفعال الشديد الذي يصل إلى العدوانية.
-الارتباك والنسيان.
-الشعور باللامبالاة.
-الدخول في حالة من الاكتئاب.
-التصرف بطرق غير مقبولة اجتماعياً أو ثقافياً.
-تقلبات مزاجية حادة وبشكل مفاجيء.
-صعوبة تحديد المشاعر تجاه الذات أو تجاه الآخرين.
يؤثر نمو الورم على الدماغ من خلال الضغط على خلايا الدماغ السليمة، المسؤولة عن أداء وظائف معينة في الجسم، وبالتالي تحدث تغيرات في السلوكيات، خاصة عند وجود الورم في الفص الجبهي، المسؤول عن التحكم في الشخصية والمشاعر، والتحكم في مدى قدرة الشخص على ضبط النفس.
لذا فإن الأورام التي تتطور في الفص الجبهي قد تؤدي إلى قيام الشخص بسلوكيات غير مقبولة اجتماعياً، أما عند نمو الورم في الغدة النخامية، يترتب عليه زيادة في إنتاج الهرمونات أو نقصها، ما يُنتج عنه حدوث تغيرات في الرغبة الجنسية.
لماذا تؤثر أورام المخ على سلوكيات البعض؟
ويؤثر حجم الورم على الشخصية بنسب متفاوتة؛ فكلما كان حجم الورم كبيراً، كان تأثيره أكبر على الشخصية، لأن الورم في هذه الحالة يسيطر على جزء كبير من الدماغ، وعلى الرغم من ذلك، إذا كان الورم صغيراً لكنه موجود في جزء مهم من الدماغ، فقد يؤدي إلى تأثيرات كبيرة في الشخصية.
في حال التأكد من أن الورم هو سبب التغيرات الشخصية التي تحدث، فيمكن الحصول على أدوية الستيرويدات التي تُساعد في تخفيف تأثيرات الورم، كما يمكن اللجوء إلى استخدام العلاج بالهرمونات البديلة.