من الطفولة إلى البلوغ.. كيف يمكن للجينات أن تحذر من السمنة مبكرا؟

كشفت دراسة جديدة نُشرت في Nature Medicine أن الدرجات الجينية المتعددة الخاصة بمؤشر كتلة الجسم (BMI) يمكن أن تُحسن من القدرة على التنبؤ بخطر الإصابة بـ السمنة في المستقبل خاصة منذ الطفولة المبكرة وحتى سن البلوغ.

دراسة وراثية موسعة تشمل ملايين المشاركين

قاد الدراسة الدكتور رولوف إيه. جي. سميت، من كلية إيكان للطب في جبل سيناي بمدينة نيويورك، بالتعاون مع باحثين آخرين، باستخدام بيانات وراثية تم جمعها من أكثر من 5.1 مليون شخص ضمن تحقيق السمات الأنثروبومترية الوراثية (GIANT) إضافةً إلى بيانات من منصة 23andMe.

قام الفريق بتطوير درجات جينية متعددة مخصصة لسلالات وراثية مختلفة إضافةً إلى درجات شاملة لمختلف الأعراق بهدف توقع مؤشر كتلة الجسم بدقة أعلى.

لا يقتصر خطرها على القلب والسكري.. السمنة تزيد فرص الإصابة بهذه الأورام القدرة على التنبؤ بخطر الإصابة بالسمنة في المستقبل

نتائج دقيقة تبدأ من مرحلة الطفولة

أظهرت الدراسة أن الدرجات الجينية الشاملة فسّرت ما نسبته 17.6% من تباين مؤشر كتلة الجسم لدى المشاركين من أصول أوروبية في قاعدة بيانات UK Biobank، بينما تراوحت النسبة من 16% إلى 2.2% في مجموعات سكانية أخرى مثل الأمريكيين من أصل شرق آسيوي وسكان أوغندا الريفية على التوالي.

وفي دراسة Avon Longitudinal Study of Parents and Children (ALSPAC)، لوحظ أن الأطفال ذوي الدرجات الجينية المرتفعة شهدوا زيادة سريعة في مؤشر كتلة الجسم منذ عمر عامين ونصف حتى سن المراهقة مع ظهور مبكر لما يُعرف بـ"الارتداد الدهني" وهو مرحلة تتغير فيها معدلات زيادة الوزن بشكل ملحوظ.

كما أظهرت النتائج أن إدراج الدرجات الجينية إلى المؤشرات المتوفرة عند الولادة زاد من دقة التنبؤ بالسمنة لاحقاً، على سبيل المثال تضاعفت نسبة التباين المفسّر في مؤشر كتلة الجسم في عمر 8 سنوات من 11% إلى 21%.

توقع السمنة عند البلوغ ومرحلة البالغين

عند إضافة الدرجات الجينية إلى بيانات مؤشر كتلة الجسم حتى عمر 5 سنوات تحسّن التنبؤ بمؤشر كتلة الجسم عند سن 18 عاماً من نسبة 22% إلى 35%.

كذلك رُصدت زيادة في الوزن عند البالغين من ذوي الدرجات الجينية الأعلى مقارنة بغيرهم، وفي تجارب التدخلات المكثفة لتغيير نمط الحياة فقد هؤلاء الأفراد وزناً طفيفاً خلال السنة الأولى لكنهم كانوا أكثر عرضة لاستعادته لاحقاً.

التوقيت يلعب دوراً حاسماً

قال الدكتور سميت في بيان صحفي: "ما يجعل هذا المؤشر الجيني قوياً للغاية هو الاتساق في العلاقة بين الدرجات الجينية ومؤشر كتلة الجسم من سن ما قبل الخامسة وحتى البلوغ وهي فترة تسبق ظهور عوامل الخطر التقليدية التي تؤثر في الوزن لاحقاً خلال الطفولة".

السمنة في المراهقة تهدد صحة أطفالكالتوقيت يلعب دوراً حاسماً

أهمية السياق الشخصي

على الرغم من أهمية هذه النتائج أشارت الدراسة إلى أن البيانات الإحصائية تُظهر اتجاهات عامة فقط ولا يمكن تعميمها على الأفراد بشكل مطلق، فالعوامل الفردية قد تختلف بشكل كبير، ولذا يُنصح دائماً بالحصول على استشارة طبية شخصية عند اتخاذ قرارات صحية.