ربما يعرف الكثيرون اكتئاب فصل الشتاء الذي يصيب البعض نتيجة انتشار الغيوم والأجواء الشتوية التي تثير في نفوسهم الخوف والقلق، نتيجة تأثير نقص الضوء على الإيقاع اليومي، ولكن القليلين فقط على دراية بــاكتئاب الصيف الذي يطارد الشباب بشكل خاص، ويجعلهم عاجزين عن فهم أسباب شعور الخوف والقلق الذي يصيبهم وكيفية التعامل معه.
اكتئاب فصل الصيف
شعور بالقلق والخوف ينتاب الشباب نتيجة لتعرضهم لضغوط شديدة، ففي هذه المرحلة ينشغل تفكيرهم بالمستقبل وكيفية تطوير مهاراتهم والاستفادة بوقت الصيف بأفضل صورة ممكنة، ويحاولون الوفاء بتوقعاتهم الخاصة وأحلام أسرهم، وسط ضبابية المستقبل بالنسبة لحياتهم المهنية التي ستتوقف على دراستهم الجامعية والتفوق فيها، وهذا كله يخلق مشاعر القلق والحزن والخوف والاكتئاب وهو مفهوم "اكتئاب الصيف" بحسب معهد نيوبورت المختص بالدراسات الاجتماعي في الولايات المتحدة الأمريكية.
وضع معهد نيوبورت المختص بالدراسات الاجتماعية في الولايات المتحدة الأمريكية 7 أسباب لـ اكتئاب الصيف، وهي كالتالي:
التخرج من الكلية من المفترض أن يكون حدثاً مفرحاً ولكن قد يشعر البعض بالخيبة إذا لم يتمكنوا من الحصول على الوظيفة المثالية، والبعض الآخر يقع في حيرة من أمره بين بدء الدراسات العليا أو الاستقلال عن الأسرة، بجانب الضغوط الاقتصادية التي تواجههم مما يجعلهم يشعرون بالعجز واليأس وهو ما يؤدي إلى دخولهم في حالة اكتئاب.
مشاعر العزلة والوحدة يمكن أن تكون مزعجة للشباب وخاصة بعد انتهائهم من المرحلة الثانوية إذ تفرق جميع أصدقاء المدرسة لالتحاقهم في جامعات مختلفة، وقد ينتقلون إلى مدن جديدة مما يؤثر على حياتهم الاجتماعية، وعلى عكس الشائع فإن وسائل التواصل الاجتماعي تزيد من هذا الشعور لتذكيرهم الدائم بكل المرح الذي يعيشه أصدقاؤهم وهم محرومون منه.
الصيف يزيد من الشعور بالوحدة
طوال فترة الدراسة يكون جدول الطلاب منتظماً ومنضبطاً بين حضور الحصص الدراسية والمذاكرة وحضور الاختبارات، وهو ما يفتقدونه بعد قضائهم أغلب سنوات عمرهم وفق هذا الانضباط، وهو ما قد يُشعر بعض الشباب بفقدان الهدف والضياع، مما يساهم في زيادة شعورهم بالاكتئاب الصيفي.
إذا لم يكن على الشباب الاستيقاظ مبكرًا للعمل أو المدرسة في الصيف، قد يبقون مستيقظين حتى الساعات الأولى من الصباح يتصفحون هواتفهم، أو قد يجدون صعوبة في النوم بسبب حرارة الصيف، ويؤدي الحرمان من النوم وأنماط النوم المتقطعة إلى زيادة خطر اكتئاب الصيف حيث ترتفع مستويات الكورتيزول "هرمون الإجهاد".
الاكتئاب الموسمي
على الرغم من أنه أقل شيوعًا من الاكتئاب الشتوي، لكن الباحثين يرجعون الاكتئاب الموسمي في الصيف إلى الحرارة والضوء الساطع والرطوبة العالية وانتشار حبوب اللقاح، إذ يمكن أن تسبب كل هذه العوامل عدم الراحة والقلق، وقد تكون ردود الفعل التحسسية التي تسببها حبوب اللقاح مرتبطة أيضًا بالاكتئاب، وتشمل أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي الصيفي فقدان الشهية وضعف جودة النوم.
زيادة الوزن خلال فصل الشتاء
مع ارتفاع درجات الحرارة وارتداء الملابس الصيفية قد يعاني الشباب من الضيق بشأن شكل أجسادهم نتيجة زيادة الوزن خلال فصل الشتاء سواء للنساء أو الرجال، ولأن الشباب يركزون بشكل خاص على مظهرهم، يمكن أن يكون عدم الرضا عن أجسادهم مزعج للغاية، وفي الواقع هم أكثر عرضة للإصابة باضطراب الاكتئاب الكبير والسلوك الانتحاري.
يزداد استخدام الشباب للمواد المخدرة في الصيف بسبب السهر لأوقات متأخرة وحضور الحفلات والمهرجانات، ووجود وقت فراغ أكثر خلال فترة العطلة من المدرسة، ويزيد استخدام المواد المخدرة من القلق بطرق متنوعة فهو أحد الآثار الجانبية للعديد من المخدرات، بما في ذلك الكحول والماريجوانا والمنبهات والمهلوسات والمواد المستنشقة، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى حالة تعرف باسم اضطراب القلق الناتج عن المخدرات.