لطالما استُخدمت أدوية السكري للتحكم في مستويات السكر في الدم، لكن نتائج علمية تشير إلى أن تأثيرها يتجاوز ذلك بكثير، فقد أظهرت مجموعة من العقاقير الحديثة التي تنتمي إلى فئة GLP-1 Receptor Agonists، قدرة ملحوظة على حماية الكلى والقلب سواء لدى المصابين بالسكري أو غير المصابين به.
هذه الأدوية، المعروفة بأسماء تجارية مثل Ozempic وWegovy وTrulicity وVictoza، تعمل على تحفيز إفراز الإنسولين وخفض مستوى الجلوكوز لكنها في الوقت نفسه تُبطئ عملية الهضم وتقلل الشهية ما يجعلها فعّالة أيضًا في علاج السمنة.
مرضى السكري
في تحليل منهجي نُشر في مجلة "The Lancet Diabetes & Endocrinology"، أُجريت مراجعة لبيانات 11 تجربة سريرية ضخمة شملت أكثر من 85 ألف شخص، منهم نحو 68 ألفًا مصابون بالسكري من النوع الثاني، و17 ألفًا يعانون من أمراض القلب أو السمنة دون سكري.
وأظهرت النتائج أن هذه الأدوية خفّضت خطر الفشل الكلوي بنسبة 16% وتقليل تدهور وظائف الكلى بنسبة 22%، كما قللت احتمالية الوفاة القلبية أو الإصابة بنوبات قلبية وسكتات دماغية غير قاتلة بنسبة 14%.
أوضح الدكتور سونيل بادفي، أستاذ في جامعة نيو ساوث ويلز - سيدني وزميل في The George Institute for Global Health، أن هذه هي المرة الأولى التي تُظهر فيها دراسة أدلة قوية على أن أدوية GLP-1 تُقلل خطر الفشل الكلوي أو المرحلة النهائية من أمراض الكلى.
وقال: "تشير نتائجنا إلى أن هذه الفئة الدوائية يمكن أن تلعب دورًا أساسيًا في الحماية المزدوجة للكلى والقلب لدى المصابين بالسكري والسمنة وأمراض القلب وحتى مرضى الكلى المزمنة".
فئة من أدوية السكري تحمي الكلى
تشير التقديرات إلى أن مرض الكلى المزمن يُصيب واحدًا من كل عشرة أشخاص حول العالم أي نحو 850 مليون شخص، وهو من بين الأسباب العشرة الأولى للوفاة عالميًا، ويتوقع أن يصبح خامس أكثر أسباب الوفاة شيوعًا بحلول عام 2050.
وترتبط هذه الحالة بشكل وثيق بعوامل مثل السكري والسمنة وأمراض القلب ما يجعل النتائج الجديدة ذات أهمية خاصة في الحد من عبء المرض عالميًا.
من جانبه، أكد البروفيسور فلادو بيركوفيتش، من جامعة نيو ساوث ويلز وزميل في معهد جورج للصحة العالمية بأستراليا، أن هذه النتائج سيكون لها تأثيراً مباشراً على التوصيات الطبية العالمية، قائلًا: "ستُسهم هذه الدراسة في تحديث الإرشادات الخاصة بعلاج أمراض الكلى والقلب لدى المصابين وغير المصابين بالسكري، وعلينا الآن العمل على تطبيقها وتوسيع فرص الحصول على هذه الأدوية لمن يمكن أن يستفيدوا منها".