يُعد توقف القلب المفاجئ من أكثر أسباب الوفاة شيوعًا حول العالم وغالبًا ما يحدث داخل المنازل بعيدًا عن المرافق الطبية، حيث أظهرت دراسة جديدة نُشرت في مجلة "JAMA" أن استخدام أجهزة الصدمات الكهربائية الخارجية (AEDs) في المنازل الخاصة يمكن أن يُحدث فرقًا حقيقيًا في فرص النجاة عند حدوث توقف القلب القابل للصدمات.
هذه الأجهزة، التي أصبحت تُرى كثيرًا في الأماكن العامة مثل المطارات والمراكز التجارية مصممة لتقديم صدمة كهربائية للقلب بهدف استعادة نبضه الطبيعي خلال الثواني الأولى من التوقف.
توقف القلب
على الرغم من أن معظم حالات توقف القلب تحدث في المنازل إلا أن الأبحاث السابقة ركزت بشكل أساسي على فعالية أجهزة الصدمات في الأماكن العامة؛ لذلك سعت هذه الدراسة لتقييم ما إذا كان وجود جهاز "AED" في المنزل يمكن أن ينقذ الأرواح ويُعد خيارًا اقتصاديًا مجديًا.
استخدم الباحثون بيانات من "Cardiac Arrest Registry to Enhance Survival" في الولايات المتحدة، وشملت الدراسة أكثر من 582 ألف مريض تعرضوا لتوقف قلب بين عامي 2017 و2024.
انعاش القلب بالصدمات الكهربائية
أظهرت النتائج أن فرص النجاة حتى الخروج من المستشفى كانت أعلى بنسبة 26% لدى المرضى الذين استُخدم معهم جهاز AED مقارنةً بمن لم يُستخدم معهم وذلك في حالات التوقف القابل للصدمات (Shockable Rhythm) وهي الحالات التي يكون فيها القلب قادرًا على الاستجابة للصدمة الكهربائية، أما في الحالات غير القابلة للصدمات فلم يُظهر الجهاز تأثيرًا يُذكر على فرص النجاة، وبحسب الدراسة فإن نسبة الذكور بين المرضى كانت 61.8% ومتوسط أعمار المشاركين بلغ 65 عامًا.
رغم الفعالية الطبية المثبتة فإن الدراسة أشارت إلى أن وضع أجهزة الصدمات الكهربائية في كل منزل ليس خيارًا اقتصاديًا فعّالًا حاليًا، فقد قُدّر متوسط التكلفة الإضافية لكل سنة حياة معدّلة الجودة بحوالي 4.5 ملايين دولار وهو رقم يتجاوز بكثير الحد المقبول اقتصاديًا (200 ألف دولار سنويًا).
مع ذلك، أوضحت النماذج التحليلية أن هذه الأجهزة يمكن أن تصبح مجدية اقتصاديًا في حال انخفاض سعرها إلى أقل من 65 دولارًا أو في المناطق التي تسجل معدل توقف قلب مرتفعًا يفوق 1.3% سنويًا لكل شخص.
أكد الباحثون أن نتائجهم لا تقلل من أهمية وجود أجهزة الصدمات الكهربائية في المجتمع بل تبرز ضرورة توفيرها في الأماكن ذات الخطورة العالية إلى جانب نشر التدريب على الإنعاش القلبي الرئوي (CPR) بين الأفراد خصوصًا في المنازل التي يعيش فيها كبار السن أو أشخاص يعانون من أمراض القلب.
وأشاروا إلى أن الوقت عامل حاسم في إنقاذ حياة المريض فكل دقيقة تمر دون إنعاش تقلل فرص النجاة بنسبة كبيرة ما يجعل توفر جهاز AED مع التدريب الصحيح على استخدامه خطوة مهمة في إنقاذ الأرواح.