كشفت مراجعة علمية حديثة نُشرت في مجلة British Journal of Sports Medicine أن فترات قصيرة من التمارين المتقطعة خلال اليوم تُعرف باسم "الوجبات الرياضية" يمكن أن تُحسّن من اللياقة القلبية التنفسية لدى البالغين قليلي النشاط البدني.
أجرى الدراسة فريق بحثي بقيادة ميغيل أنخيل رودريغيز من جامعة أوفييدو في إسبانيا، حيث قاموا بتحليل منهجي وتجميع لنتائج دراسات سابقة لتقييم تأثير هذه الفترات القصيرة من التمارين على اللياقة البدنية وصحة القلب والأوعية الدموية.
اعتمد الباحثون على بيانات من 11 تجربة عشوائية محكمة شملت 414 مشاركًا من البالغين وكبار السن الذين لا يمارسون نشاطًا بدنيًا منتظمًا، وقد حُددت "الوجبات الرياضية" بأنها جلسات تدريبية منظمة تستمر 5 دقائق على الأقل وتُنفذ مرتين يوميًا أو أكثر بمعدل 3 مرات أسبوعيًا على الأقل ولمدة لا تقل عن أسبوعين.
تأثير الرياضة على صحة القلب
أظهرت النتائج أن هذه التمارين القصيرة ساهمت في تحسين اللياقة القلبية التنفسية لدى البالغين بدرجة كبيرة، كما ساعدت في تعزيز القدرة العضلية لدى كبار السن، رغم أن مستوى اليقين في هذه النتائج تراوح بين متوسط ومنخفض.
وبحسب التحليل لم تُظهر التمارين القصيرة تأثيرًا واضحًا على قوة عضلات الأطراف السفلية أو على المؤشرات القلبية الأيضية مثل تركيب الجسم وضغط الدم ومستويات الدهون في الدم، ومع ذلك سُجلت معدلات التزام عالية بين المشاركين حيث بلغت نسب الالتزام والمداومة 91.1% و82.8% على التوالي.
تأثر القلب بالتمارين الرياضية
أكد الباحثون أن النتائج المستخلصة من مراجعة منهجية دقيقة وتحليل لعدد من التجارب السريرية العشوائية تُظهر أن هناك دليلًا علميًا متوسط الموثوقية يدعم فعالية "الوجبات الرياضية" في تحسين اللياقة القلبية التنفسية لدى البالغين قليلي النشاط.
وأشار الفريق إلى أن هذا النوع من التمارين القصيرة والموزعة خلال اليوم قد يمثل بديلًا عمليًا وفعّالًا للأشخاص الذين يجدون صعوبة في تخصيص وقت طويل لممارسة الرياضة إذ يمكن أن يسهم في تحسين الصحة العامة دون الحاجة إلى برامج تدريبية مكثفة أو طويلة المدى.