هل يساعد النظام النباتي فعلاً في إنقاص الوزن؟ إليك ما يقوله العلم

يبحث كثيرون عن أنظمة غذائية فعالة لتقليل الوزن ويُعدّ النظام النباتي من بين الأنماط التي تزداد شعبيتها عالميًا، حيث يقوم هذا النظام على الامتناع عن تناول اللحوم والأسماك والبيض ومنتجات الألبان والاعتماد على الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبقوليات والمكسرات بالإضافة إلى بدائل الألبان واللحوم النباتية.

ورغم أن كثيرين يتبعون هذا النمط لأسباب أخلاقية تتعلق برفاهية الحيوان فإن الدراسات الحديثة وفقًا لما نشره موقع  "Healthline"، تشير إلى أن للنظام النباتي فوائد صحية عدة أبرزها المساعدة على فقدان الوزن.

لماذا يساعد النظام النباتي في تقليل الوزن؟

يرى الخبراء أن التحول إلى النظام النباتي يحدّ من تناول الأطعمة مرتفعة السعرات مثل اللحوم المصنعة والدهون الحيوانية ويستبدلها بخيارات غنية بالألياف ومنخفضة السعرات، الألياف الغذائية تُبطئ عملية الهضم وتمنح شعورًا بالشبع لفترة أطول مما يقلل من إجمالي السعرات اليومية دون الحاجة إلى تقييد شديد.

لكنهم يحذّرون في الوقت نفسه من ضرورة الانتباه إلى التوازن الغذائي لأن استبعاد مجموعات غذائية كاملة كمنتجات الألبان أو البيض، قد يؤدي إلى نقص في بعض العناصر المهمة مثل فيتامين B12 الذي يوجد طبيعيًا فقط في المصادر الحيوانية، لذلك يُوصى النباتيون بالحصول عليه من الحبوب أو منتجات الصويا المدعمة أو من المكملات الغذائية.

كيف يحارب جسمك محاولات فقدان الوزن؟الرجيم المتذبذب

التحديات والمخاطر المحتملة

قد يواجه بعض الأشخاص صعوبة في الالتزام الطويل بالنظام النباتي مما يؤدي إلى ما يُعرف بـ"الرجيم المتذبذب" أي فقدان الوزن ثم استعادته مرة أخرى، وتشير الدراسات إلى أن هذا النمط من فقدان الوزن السريع والمتكرر قد يزيد من مخاطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب.

كما أن الاعتماد المفرط على الأطعمة النباتية المصنعة الغنية بالدهون أو السكريات أو الصوديوم قد يُضعف من الفوائد الصحية للنظام النباتي، لذا ينصح الأطباء بالتركيز على الأغذية الطبيعية الكاملة مثل الخضروات الطازجة والبقوليات والحبوب الكاملة مع تجنب الأطعمة المعلبة أو الغنية بالمواد المضافة.

النظام الغذائي منخفض السعرات يعرضك للاكتئابطريقة تنظيم السعرات الحرارية

تنظيم السعرات وتوزيع الوجبات

توضح الإرشادات الغذائية أن متوسط السعرات اليومية للحفاظ على الوزن يبلغ نحو 2000 سعرة للنساء و2500 للرجال بينما يُوصى بتقليلها بنحو 500 سعرة يوميًا لخسارة الوزن تدريجيًا، ومع ذلك ليس عدد السعرات وحده هو العامل الحاسم بل نوعية الطعام المتناول فالسعرات القادمة من الأطعمة الطبيعية الكاملة تختلف تأثيرًا عن تلك القادمة من الحلويات النباتية أو العصائر الجاهزة.

كما تؤكد الدراسات على أهمية توقيت الوجبات؛ فتنظيم مواعيد الأكل وتناول وجبة فطور أكبر نسبيًا يساعد على تنشيط عملية الأيض وضبط الشهية خلال اليوم، ويُنصح بتجنب تناول الطعام قبل النوم بساعتين على الأقل لتفادي زيادة الوزن واضطرابات النوم.

مصادر البروتين النباتي

يحتاج الجسم إلى نحو 60–70 جرامًا من البروتين يوميًا في المتوسط ويمكن الحصول عليه بسهولة من البقوليات مثل العدس والفاصوليا إضافة إلى المكسرات والبذور ومنتجات الصويا، كما توصي وزارة الزراعة الأمريكية بالتركيز على تنويع مصادر البروتين النباتي لتغطية احتياجات الجسم من الأحماض الأمينية الأساسية.

المشروبات والحلويات النباتية

رغم أن العصائر الطازجة والسموثي تبدو صحية إلا أن بعضها يحتوي على كميات مرتفعة من السكر والسعرات، فمثلًا عصير البرتقال الطبيعي يحتوي على نحو 279 سعرة لكل 600 مل بينما قد تصل السعرات في بعض المشروبات النباتية الجاهزة إلى 460 سعرة، لذلك يُفضل شرب الماء أو الشاي العشبي غير المحلى لتقليل السعرات.

أما الحلويات النباتية فيُنصح بتناولها باعتدال إذ إن الإفراط في السكر حتى لو كان من مصدر نباتي قد يؤدي إلى اضطراب في الأيض وزيادة الدهون في الدم، وتبقى الفاكهة الطازجة الخيار الأفضل للتحلية الطبيعية.