أصبحت المعقّمات الكحولية جزءاً أساسياً من الحياة اليومية خاصة بعد انتشار الأوبئة عالمياً، ورغم قدرتها المؤكدة على قتل الميكروبات فإن تأثيرها على حاجز الجلد لا يزال محور اهتمام الباحثين خصوصاً مع شكاوى تزايد جفاف اليدين وتهيجها بين المستخدمين.
المعقّمات الكحولية تعتمد على الإيثانول أو البروبانول لتفكيك جدار البكتيريا والفيروسات وبعض التركيبات تمتلك خصائص مضادة للفيروسات بتركيزات أعلى، وتُعد كفاءة هذه المواد سبباً رئيسياً في توصية الهيئات الصحية باستخدامها عند غياب الماء والصابون.
تضرر حاجز الجلد بسبب الإفراط في المعقمات الكحولية
الحاجز الجلدي هو الطبقة التي تحمي الجسم من الجفاف والملوثات، ومع تكرار التعرض للكحول تحدث تغييرات مثل:
-زيادة فقدان الماء عبر الجلد (TEWL)
-انخفاض ترطيب الطبقة السطحية
-زيادة الاحمرار وتهيج الجلد
هذه الآثار تختلف حدّتها حسب نوع الكحول المستخدم ونسبة تركيزه والمواد المضافة داخل المعقّم مثل المرطبات أو الأحماض.
نشرت مجلة "Contact Dermatitis" دراسة حديثة شارك فيها 48 متطوعاً لتقييم تأثير 4 معقّمات كحولية مضادة للفيروسات ذات تركيبات مختلفة.
اعتمد الباحثون على قياسات بيولوجية دقيقة مثل:
-فقدان الماء عبر الجلد (TEWL)
-ترطيب البشرة (Corneometry)
-درجات الاحمرار (Colorimetry)
وأظهرت النتائج أن جميع المنتجات تسببت بدرجات مختلفة من التهيّج لكن التأثير كان أقوى في المعقّم الذي يحتوي على أعلى نسبة من 1-propanol، بينما أظهر منتج آخر يحتوي على نسب أقل من البروبانول أداءً أفضل وأخف تأثيراً على الجلد.
أعراض تضرر حاجز الجلد
ضمّت بعض التركيبات كمية صغيرة من حمض الفوسفوريك بهدف تعزيز المفعول ضد الفيروسات، المفاجأة أن الدراسة أثبتت أنّ حمض الفوسفوريك لم يسبب أي زيادة ملحوظة في التهيّج وجاءت تأثيراته قريبة من تأثير الماء.
حدد الباحثون عدة عوامل وراء تفاوت شدّة تأثيرات الكحول على الجلد والتي تتضمن:
-نوع الكحول: 1-propanol أكثر تسبباً في التهيّج مقارنة بالإيثانول.
-التركيز: كلما ارتفعت النسبة زادت فرص الجفاف.
-المواد المرطّبة المُضافة مثل الجلسرين، التي قد تخفف تأثير الجفاف.
-حساسية البشرة الفردية خاصة لدى أصحاب البشرة المعرّضة للإكزيما أو الجفاف.
تُظهر دراسات عديدة من مجلات مثل "Journal of Hospital Infection" و"American Journal of Infection Control" أن الغسل المتكرر بالصابون أكثر ضرراً على حاجز الجلد من المعقّمات الكحولية، ولهذا ينصح الأطباء باستخدام المعقّم بدل الغسل عند عدم وجود اتساخ واضح والدعم بالمرطبات عند الحاجة.
تلخّص الدراسة أن المعقمات الكحولية آمنة عموماً لكنها تختلف في تأثيرها على الحاجز الجلدي، فالمواد المعتمدة على خليط الكحول خاصة البروبانول تحتاج استخداماً أكثر حذراً، بينما يمكن لوجود إضافات مثل الفوسفوريك أسيد أن يعزز الكفاءة المضادة للفيروسات دون زيادة التهيّج.