تزايد الإقبال في السنوات الأخيرة على حقن الحشوات التجميلية "الفيلر" خصوصاً تلك المعتمدة على فيلر حمض الهيالورونيك بهدف تحسين ملامح الوجه وتخفيف التجاعيد وإبراز الملامح، ومع انتشار هذه الإجراءات ارتفع معها معدل المضاعفات خصوصاً عندما تُجرى دون استخدام أدوات توجيه دقيقة مثل الموجات فوق الصوتية.
فيلر حمض الهيالورونيك
وفقًا لتقارير "American Society of Plastic Surgeons"، شهد عام 2024 وحده أكثر من 5.3 ملايين عملية لحقن فيلر حمض الهيالورونيك في الولايات المتحدة، ما يجعلها واحدة من أكثر الإجراءات التجميلية شيوعاً عالمياً.
هذه الزيادة في الطلب تأتي رغم أن هذه الإجراءات ليست خالية من المخاطر خاصة عندما يتم حقن الفيلر في مناطق معقدة من الوجه تحتوي على شبكة شديدة التشابك من الأوعية الدموية.
السكتة الدماغية من المضاعفات المرتبطة بالفيلر
من أخطر المضاعفات المرتبطة بالفيلر حدوث انسداد وعائي نتيجة حقن المادة في شريان مغذي للأنسجة، هذا الانسداد يمنع تدفق الدم وقد يؤدي إلى نخر الجلد أو حتى تشوّه دائم، وفي المناطق المحيطة بالأنف قد تصل المضاعفات إلى العمى أو السكتة الدماغية بسبب ارتباط الأوعية الوجهية بشرايين العين والدماغ.
تؤكد الدكتورة روزا ماريا سيغريست، الباحثة في جامعة ساو باولو بالبرازيل، أن هذه الأحداث قد تكون مدمرة إذا لم تُعالج بسرعة وبطريقة دقيقة.
عرضت دراسة خلال الاجتماع السنوي لـ "Radiological Society of North America" نتائج متابعة أجريت بين 2022 و2025 في أربعة مراكز أشعة ومركز جلدية وآخر لجراحة التجميل، حيث شملت الدراسة 100 مريض يعانون مضاعفات ناجمة عن الفيلر وتم تقييمهم باستخدام السونار الوعائي.
أبرز نتائج الدراسة:
-42% من الحالات أظهر السونار لها غياب تدفق الدم في الأوعية الصغيرة (perforator vessels).
-35% من الحالات أظهرت غياب تدفق الدم في شرايين رئيسية، خصوصاً على مستوى الشريان الأنفي الجانبي.
مناطق الأنف كانت الأكثر خطورة نظراً لارتباط أوعيتها بشرايين العين والدماغ.
هذه النتائج قدّمت للباحثين خريطة واضحة لأنماط الانسدادات الشائعة الناتجة عن الفيلر وهي خطوة مهمة لتجنب التشخيص المتأخر.
يُعالج انسداد الفيلر عادة بحقن هيالورونيداز، وهو إنزيم قادر على إذابة مادة حمض الهيالورونيك، لكن عند إعطاء الدواء دون توجيه كما يحدث غالباً يلجأ الأطباء لحقن كميات كبيرة على نطاق واسع في محاولة للوصول إلى موقع الانسداد.
تقول الدكتورة سيغريست: "عندما نستخدم السونار نستطيع رؤية موقع الانسداد بدقة ما يعني أننا نوجه الإبرة مباشرة للمنطقة المتضررة ونستخدم كمية أقل من الهيالورونيداز ونحقق نتائج أفضل".
توضح الدراسة أن الموجات فوق الصوتية يمكن أن تُستخدم أثناء حقن الفيلر نفسه مما يساعد الطبيب على تجنب الأوعية الدموية الحساسة وتحديد العمق والمسار الصحيح للحقنة، هذا يزيد من دقة الإجراء ويقلل من كمية الفيلر المستخدمة وبالتالي يحد بشكل كبير من احتمالية حدوث مضاعفات لاحقة.