أشارت دراسة علمية نُشرت في Journal of the American College of Nutrition إلى أن اتباع نظام غذائي نباتي يمكن أن يكون أكثر فاعلية بمقدار الضعف في تقليل الوزن مقارنةً بالنظام الغذائي التقليدي منخفض السعرات، وتُعد هذه النتائج واعدة خصوصاً لأولئك الذين يعانون من مرض السكري من النوع الثاني أو متلازمة الأيض حيث يرتبط فقدان الوزن بتحسين التحكم في مستويات السكر والدهون في الدم.
يُعد مرض السكري من النوع الثاني أحد أكبر التحديات الصحية في الولايات المتحدة، ووفقاً لتقديرات Centers for Disease Control and Prevention لعام 2014، فإن نحو 29.1 مليون شخص أي أكثر من 9% من السكان مصابون بالمرض، مع ازدياد واضح عن عام 2010 الذي بلغ فيه العدد 26 مليوناً، والأسوأ من ذلك أن ربع المصابين لا يعرفون بإصابتهم.
مواجهة مرض السكري المتزايد انتشاراً
كما يُقدر أن 86 مليون بالغ يعانون من مرحلة "ما قبل السكري" وهي حالة يرتفع فيها مستوى السكر في الدم عن الطبيعي وقد تتطور إلى سكري من النوع الثاني خلال خمس سنوات لدى 15 إلى 30% منهم ما لم يُتخذ إجراء فعّال مثل إنقاص الوزن أو تحسين نمط الحياة.
قاد الدراسة الدكتور هانا كاهليوفا، مديرة البحوث السريرية في Physicians Committee for Responsible Medicine، وهي منظمة غير ربحية تُروّج للنظام الغذائي النباتي، قارن فريقها بين الحمية المضادة للسكري التي توصي بها European Association for the Study of Diabetes (EASD) وبين نظام نباتي يشمل الخضروات والحبوب والبقوليات والفواكه والمكسرات مع كمية صغيرة من الزبادي قليل الدسم كعنصر حيواني وحيد.
شملت الدراسة 74 مريضاً مصاباً بـ السكري من النوع الثاني، وقد تبيّن أن من اتبعوا النظام النباتي فقدوا وزناً بمعدل 13.6 رطلاً (نحو 6.2 كجم)، مقابل 7 أرطال (نحو 3.2 كجم) لدى من اتبعوا الحمية التقليدية، أي أن النظام النباتي كان تقريباً ضعف الفاعلية.
لكن النتائج لم تتوقف عند الوزن فقط حيث وُجد أن النظام النباتي ساعد على تقليل الدهون المتراكمة داخل العضلات وهو ما يُحسّن من استقلاب الجلوكوز والدهون ويُعد مؤشراً إيجابياً في التعامل مع متلازمة الأيض والسكري.
أظهرت الدراسة أيضاً فروقاً في توزيع الدهون، فعلى الرغم من أن النظامين قللا من الدهون تحت الجلد فإن الدهون العضلية استجابت بشكل أفضل للنظام النباتي، أما الدهون الموجودة تحت اللفافة العضلية (subfascial fat) فقد انخفضت فقط لدى متبعي النظام النباتي دون أي تغيير يُذكر لدى متبعي الحمية التقليدية، هذه النتيجة مهمة لأن تراكم هذا النوع من الدهون يُعد عاملًا رئيسياً في مقاومة الإنسولين.
الأنظمة الغذائية النباتية
قالت الدكتور "كاهليوفا": "هذه النتائج مهمة للأشخاص الذين يحاولون إنقاص أوزانهم خاصة أولئك الذين يعانون من متلازمة الأيض أو السكري من النوع الثاني، لكنها أيضًا مفيدة لأي شخص يأخذ موضوع إدارة الوزن على محمل الجد ويريد الحفاظ على لياقته وصحته".