دراسة تكشف عن أفضل حل لعيب القلب الشائع عند الأطفال الخدج

يولد الأطفال الخدج قبل اكتمال نمو أعضائهم الحيوية ما يجعلهم أكثر عرضة لمضاعفات صحية متعددة في الأيام والأسابيع الأولى من الحياة، ومن أبرز هذه المشكلات عيب قلبي شائع يُعرف بالقناة الشريانية السالكة وهي حالة قد تبدو بسيطة من حيث التركيب التشريحي، لكنها تحمل تأثيرات كبيرة على القلب والرئتين لدى الرضيع الخديج. 

ارتفاع ملحوظ في اكتشاف عيوب القلب الخلقية قبل الولادةالقناة الشريانية تبقى مفتوحة لدى بعض الأطفال الخدع 

ما هي القناة الشريانية السالكة؟

القناة الشريانية هي وعاء دموي مؤقت يكون مفتوحاً طبيعياً أثناء الحياة الجنينية، ليسمح بتجاوز الرئتين غير العاملتين بعد، بعد الولادة يُفترض أن تُغلق هذه القناة تلقائياً خلال فترة قصيرة.

وفي بعض الأطفال الخدج تبقى القناة مفتوحة، ما يؤدي إلى تدفق دم غير طبيعي يضع عبئاً إضافياً على القلب والرئتين ويجعل ضخ الدم أقل كفاءة.

تطور الروابط العصبية في دماغ الجنيناستمرار القناة الشريانية مفتوحة يسبب تأخر النمو 

لماذا تُعد هذه الحالة خطِرة؟

استمرار القناة الشريانية مفتوحة يشبه محاولة الشرب من مصاصة مثقوبة، فالقلب والرئتان يضطران للعمل بجهد أكبر لتوصيل الدم والأكسجين إلى الجسم، ومع هشاشة أجهزة الخدج قد يؤدي ذلك إلى مشكلات تنفسية مزمنة و تأخر النمو وزيادة خطر حدوث مضاعفات خطيرة في الرئة.

جدل طبي حول أفضل أسلوب للعلاج

انقسم الأطباء لسنوات بين مؤيد للعلاج الدوائي المبكر لإغلاق القناة وآخرين يفضلون المراقبة والانتظار، هذا التباين في الممارسات الطبية عكس غياب دليل حاسم يحدد الخيار الأفضل من حيث الأمان والنجاة على المدى القصير والطويل.

الدراسة التي أعادت التفكير في العلاج

جاءت تجربة سريرية نُشرت في مجلة "Journal of the American Medical Association (JAMA)" لتلقي ضوءاً جديداً على القضية، فالدراسة شملت مئات الأطفال الخدج شديدي الولادة، وهدفت إلى مقارنة العلاج الدوائي المباشر للقناة الشريانية مع أسلوب المراقبة المتأنية دون تدخل فوري.

ماذا قارنت الدراسة؟

قُسم الأطفال المشاركون إلى مجموعتين: مجموعة تلقت أدوية شائعة الاستخدام لإغلاق القناة الشريانية مثل الإيبوبروفين أو الإندوميثاسين أو الأسيتامينوفين وأخرى خضعت لنهج "الانتظار والمراقبة"، فالهدف كان معرفة أي النهجين يقلل خطر الوفاة أو الإصابة بمرض الرئة المزمن بحلول عمر تصحيحي محدد.

نتائج غير متوقعة

أظهرت النتائج أن الأطفال الذين خضعوا للمراقبة دون علاج دوائي فوري كانت فرص بقائهم على قيد الحياة أعلى بشكل ملحوظ مقارنة بمن تلقوا العلاج النشط، بل إن الدراسة لم تُظهر فائدة واضحة للتدخل الدوائي المبكر ،وهو ما يتماشى مع بيانات حديثة تشير إلى أن العلاج المبكر قد لا يكون الخيار الأمثل دائماً.

لماذا قد يكون الانتظار أفضل؟

الأدوية المستخدمة لإغلاق القناة رغم شيوعها قد تؤثر في جهاز المناعة وتقلل تدفق الدم إلى الأمعاء أو تسبب تلفاً في الغشاء المخاطي للجهاز الهضمي، فهذه التأثيرات قد تزيد خطر الإصابة بتعفن الدم أو التهاب الأمعاء الناخر وهما من أخطر مضاعفات الخداج.

انعكاسات على الممارسة الطبية

تشير هذه النتائج إلى أن أفضل حل لعيب القلب الشائع لدى الأطفال الخدج قد لا يكون التدخل الدوائي الفوري، بل التقييم الدقيق والمتابعة المستمرة لكل حالة على حدة، هذا النهج قد يقلل التعرض لمخاطر غير ضرورية ويمنح الجسم فرصة للشفاء الطبيعي.

أمل جديد للأسر والأطباء

تسهم هذه المعطيات في إعادة صياغة استراتيجيات علاج الخدج المصابين بالقناة الشريانية السالكة بما يوازن بين التدخل الطبي وحكمة الانتظار ويضع سلامة الرضيع على رأس الأولويات.