يعد هرمون التستوستيرون أساسًا في تحديد صفات الذكورة ودوره لا يقتصر على الوظيفة الجنسية فقط بل يمتد إلى التأثير على العظام والعضلات والطاقة والمزاج، ومع التقدم في العمر يبدأ هذا الهرمون في الانخفاض تدريجيًا وقد يهبط إلى ما دون المعدل الطبيعي خاصة لدى من يعانون من السمنة أو تراكم الدهون في منطقة البطن.
يُقاس التستوستيرون من خلال تحليل دم وتتراوح القيم الطبيعية بين 300 و1000 نانوغرام/ديسيلتر، وبحسب تقرير لموقع " WebMD" فإن نحو 40% من الرجال فوق سن الخامسة والأربعين تظهر لديهم قراءات أقل من هذا المعدل، ومع ذلك لا يُعد انخفاض الرقم وحده مؤشرًا كافيًا على وجود مشكلة إذ تعتمد الدقة على توقيت الفحص.
يوضح الدكتوررونالد سويردلوف، رئيس قسم الغدد الصماء في مركز Harbor-UCLA Medical Center، أن أفضل وقت لإجراء التحليل هو بين السابعة والعاشرة صباحًا لأن مستوى الهرمونات يختلف على مدار اليوم، كما أن النتائج المسائية قد تُظهر انخفاضًا وهميًا، ولهذا يُوصي الأطباء بإجراء أكثر من فحص خلال أسابيع متباعدة قبل اتخاذ أي إجراء علاجي.
انخفاض هرمون التستوستيرون
حتى مع الانخفاض البسيط في التستوستيرون قد لا تظهر أي أعراض لكن عند تراجع المستوى بشكل ملحوظ قد يواجه الرجل:
وأشار الدكتور برادلي أناوالت، من جامعة University of Washington، إلى أن القراءة التي تتراوح بين 200 و300 نانوغرام/ديسيلتر تمثل "منطقة رمادية"، أي أنها لا تتطلب تدخلاً طبياً إلا إذا كانت مصحوبة بأعراض واضحة.
يمكن أن ينتج الانخفاض عن إصابة أو التهاب في الخصيتين أو اضطراب في الغدة النخامية التي تتحكم بإفراز الهرمونات.
كما قد يرتبط بعدة حالات صحية مزمنة مثل:
لكن في كثير من الأحيان لا يُعرف السبب بدقة خاصة لدى الرجال الأكبر سنًا.
الغدة النخامية وعلاقتها بهرمون التستوستيرون
تشير الدراسات إلى أن تراكم الدهون في البطن يقلل من إنتاج التستوستيرون؛ لأن الخلايا الدهنية تفرز إنزيمًا يحوّل الهرمون الذكري إلى هرمون الإستروجين الأنثوي، وفي المقابل يؤدي انخفاض التستوستيرون إلى بطء في عملية الأيض وزيادة تراكم الدهون، ما يخلق "حلقة مفرغة" يصعب كسرها دون تدخل صحي متوازن.
ينصح الخبراء ببدء العلاج من نمط الحياة قبل اللجوء إلى أي دواء، حيث قال د. أناوالت، إن فقدان من 7% إلى 10% من وزن الجسم كفيل بتحسين مستوى الهرمون بشكل واضح، مضيفًا: "كل ما يؤثر على الصحة العامة يؤثر أيضًا على التستوستيرون من النظام الغذائي وممارسة الرياضة إلى تقليل الكحول والتدخين".
كما أظهرت أبحاث أن النوم الجيد وتقليل التوتر يساهمان في إعادة التوازن الهرموني، بينما يلجأ بعض المرضى عند الحاجة إلى العلاج الهرموني التعويضي تحت إشراف طبي متخصص.