رغم التطور الكبير في علاجات نقص التستوستيرون لدى الرجال ما زال كثيرون يفضلون الحقن أو الجل على الحبوب، هذا العزوف يبدو غريبًا إذا أخذنا في الاعتبار سهولة الاستخدام فبدلًا من الحقن الأسبوعي أو دهان الجلد يوميًا يكفي أن يتناول المريض قرصًا صباحًا وآخر مساءً.
وعندما ظهرت حبوب جديدة مثل "Jatenzo" في 2019، ثم "Tlando" و"Kyzatrex" في 2022، توقّع الأطباء أن تنتشر سريعًا خاصة أنها تختلف جذريًا عن الحبوب القديمة التي سببت مشكلات للكبد قبل عقود، غير أن الواقع أثبت أن الطريق ما زال طويلًا أمام انتشار هذا الشكل العلاجي.
جيل جديد من حبوب زيادة الرغبة الجنسية
النسخة الحديثة من حبوب التستوستيرون تعتمد على مادة testosterone undecanoate وتُمتص عبر الجهاز اللمفاوي بدلًا من الكبد ما يجعلها أكثر أمانًا مقارنة بالحبوب القديمة التي ظهرت في الثلاثينيات.
كما تشير خبرات أطباء متخصصين في طب الذكورة إلى أن هذه الحبوب تساعد على رفع مستوى التستوستيرون الحر عبر خفض مستوى بروتين "SHBG" الذي يرتبط بالهرمون ويمنع الجسم من الاستفادة منه، هذه الميزة تفسر التحسن الملحوظ لدى بعض المرضى في الطاقة والرغبة الجنسية وبناء العضلات.
حقن ضعف الانتصاب
رغم سهولة تناول الحبوب إلا أن واقع الاستخدام يختلف، فمعظم المرضى ما زالوا يحصلون على حقن أسبوعية أو يستخدمون الجل اليومي، ومن ضمن الأسباب متعددة لذلك:
الحقن والجل متوافران منذ سنوات طويلة وتوجد منهما نسخ جنيسة رخيصة تغطيها شركات التأمين، أمّا الحبوب الجديدة فما تزال محمية ببراءات اختراع لذا يرتفع ثمنها ما يجعل الكثير من المرضى يترددون في استخدامها.
ويشير أطباء في مؤسسات جامعية أمريكية إلى أن شركات التأمين تشترط أحيانًا أن "يفشل" المريض في استخدام الجل أو الحقن أولًا قبل الموافقة على تغطية الحبوب وهو شرط يجعل الوصول إلى العلاج أصعب.
خلال فترة جائحة كورونا تراجع نشاط الشركات المصنعة لهذه الأدوية في التعريف بها داخل العيادات، ومعظم هذه الشركات صغيرة ولا تمتلك ميزانيات تسويق ضخمة لذلك لا يزال كثير من الأطباء يربطون بين الحبوب القديمة غير الآمنة والجيل الجديد الأكثر أمانًا.
بعض الرجال يفضلون الحقن؛ لأنها تظهر ارتفاعًا سريعًا وملموسًا في التحاليل بينما تمنح الحبوب ارتفاعًا أكثر هدوءًا وثباتًا، وهناك من لا يرغب في تناول دواء يوميًا ويميل إلى حلول أبعد مثل الحقن أو الحبيبات المزروعة تحت الجلد كل أربعة أشهر.
تشير الدراسات الحديثة المنشورة في مجلات مثل Men’s Health إلى أن الجيل الجديد من الحبوب لا يحمل مخاطر إضافية مقارنة بالحقن أو الجل، كما ألغت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) التحذير السابق المتعلق بمخاطر القلب بعد دراسة كبيرة في عام 2023 أكدت عدم زيادة خطر النوبات القلبية أو السكتات.
لكن يبقى التحذير الأبرز موجهًا للرجال الراغبين في الإنجاب إذ يمكن للتستوستيرون بجميع أشكاله أن يقلل إنتاج الحيوانات المنوية، وفي هذه الحالة يوصي الأطباء بدائل مثل clomiphene citrate.
رغم المزايا التي تقدمها الحبوب يبقى القرار النهائي مرتبطًا بقدرة المريض المالية وتفضيلاته ودرجة وعي الطبيب بالعلاجات الحديثة، فكل وسيلة لها إيجابياتها وسلبياتها من الحبوب اليومية إلى الحقن وصولًا إلى الجل الموضعي أو الحبيبات المزروعة تحت الجلد.