في السنوات الأخيرة، بدأ الحديث يتزايد حول استخدام النساء لجرعات منخفضة من هرمون التستوستيرون، كوسيلة لاستعادة الطاقة والرغبة الجنسية بعد انقطاع الطمث، مما أثار جدلاً واسعًا بين الخبراء والأطباء، إذ يرى البعض فيه محاولة لاستعادة التوازن الهرموني الطبيعي، بينما يحذر آخرون من مخاطره وآثاره الجانبية غير المعروفة على المدى الطويل.
تناولت وسائل إعلامية حصول بعض السيدات، على جرعات منخفضة من هرمون التستوستيرون، وهو هرمون الذكورة، حتى يُساعدهن على استعادة طاقتهن ورغبتهن الجنسية، وينتشر هذا الأمر في العيادات الطبية المتخصصة، ويُطلق عليه "الاختراق البيولوجي"، لكنه في الحقيقة استعادة للهرمونات، بحسب ما أوضحته صحيفة Times of India.
ينخفض هرمون التستوستيرون بشكل طبيعي مع التقدم في العمر
لسنوات طويلة كان التستوستيرون رمزًا للعدوانية والطموح، ولم توافق إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على استخدامه إلا للرجال فقط الذين لديهم مستويات منخفضة، رغم أن أجسام النساء تنتج أيضًا هرمون التستوستيرون، وغالبًا ما يتم إنتاجه من المبايض، كما تنخفض مستوياته طبيعيًا مع التقدم في العمر.
بعد انقطاع الطمث، تنخفض مستويات الهرمونات إلى نصف ما كانت عليه سابقًا، وهذا الانخفاض لا يؤثر فقط على الرغبة الجنسية، بل يُؤثر أيضًا على المزاج، وكتلة العضلات، والطاقة.
انقطاع الطمث لدى السيدات
أظهرت الدراسات السريرية، أن الحصول على جرعات منخفضة من هرمون التستوستيرون، يرتبط بتحسن الوظيفة الجنسية والمزاج، لدى النساء بعد انقطاع الطمث، كما أشار تحليل في مجلة "لانسيت" للسكري والغدد الصماء عام 2019، إلى أن هذا الهرمون يُمكن أن يساعد في علاج اضطراب نقص الرغبة الجنسية، لكن الأدلة حول فوائده الأخرى، لا تزال محدودة وغير حاسمة.
يتعامل الأطباء بحذر عند وصف هرمون التستوستيرون للنساء، لأنه قد يُؤدي إلى ظهور آثار جانبية، مثل حب الشباب، وزيادة نمو الشعر في الجسم، وتغير رائحة العرق، أما تأثيراته على المدى الطويل فما زالت غير واضحة، ويرجع ذلك إلى أن أبحاث صحة المرأة لا تزال أقل تقدمًا، مقارنة بالأبحاث المتعلقة بصحة الرجال.
كما أوضحت الدكتورة نورا لانسن من شركة إلكترا هيلث لمجلة "ناشيونال جيوغرافيك"، أن الترويج لفكرة التستوستيرون على أنه قادر على حل جميع المشكلات سابق لأوانه ومبالغ فيه.